يعود طلاب التعليم العام والعالي اليوم إلى قاعات الدراسة إيذاناً بانطلاق الموسم الدراسي الجديد، بعد إجازة تخللها تغير في أوقات النوم والاستيقاظ، وتغيرت معها الساعة البيولوجية لدى الطلاب الذين تعود أغلبهم على السهر خلال موسم الإجازة حتى ساعات الصباح، مع معاناة كبيرة أصبحت تعيشها الأسر مع أبنائهم خلال الأسبوع الماضي لتعديل أوقات النوم، وتعويد أطفالهم على النوم باكراً حتى يتأقلمون مع أجواء الدراسة التي تنطلق في ساعات الصباح الأولى. وأوضح الطالب محمد الحارثي أنه منذ الأسبوع الماضي وهو يحاول تعديل "الساعة البيولوجية" من خلال العزوف عن النوم نهارا ليتسنى له النوم ليلا كي يعتاد تدريجيا على الاستيقاظ مبكرا من أجل المدرسة، ووصف العودة إليها بأنها "مزعجة للكثير من الطلاب" . وقال عبدالله الوالبي: إن مسألة السهر باتت ملازمة للطلاب خاصة في شهر رمضان ثم عيد الفطر المبارك، وجاء الموسم الدراسي سريعاً ليلخبط حسابات النوم لديهم، حيث تعاني الأسر كثيرا مع أبنائها خلال الأيام الأولى للدراسة نظرا لتعودهم على السهر خلال أكثر من شهرين من عمر الإجازة. ويرى عدنان المالكي أن أفضل ما يقوم به أولياء أمور الطلاب هو أخذ أبنائهم من الطلاب صغار السن للمتنزهات والحدائق من الصباح حتى يكون ذلك عاملا مساعدا في التغلب على الرغبة في النوم حتى ساعات المساء التي تعود فيها الأسرة للمنزل وحينها نجدهم يبدؤون تدريجيا في تعديل سلوكياتهم. وأكد زيد الشريف على ضرورة التدرج في آخر أسبوع بالإجازه في أوقات النوم الخاصة بالأطفال حتى يستطيعوا تغيير نظام حياتهم الذي تطبعوا عليه لأكثر من 3 أشهر. وترى الأخصائية النفسية سعاد الشمراني أن على أولياء الأمور الابتعاد عن القوة وأسلوب الضرب والإجبار في فرض النظام على أبنائهم في هذه الأوقات لأن ذلك سينعكس سلبا عليهم في مشوارهم الدراسي مستقبلا في كره أوقات العودة للمدارس، مطالبة بمساعدتهم بالبحث عن الأنشطة وممارسة الهوايات لإبعادهم عن الضغوط والتركيز على تغيير عاداتهم من خلالها. وأشار الأخصائي النفسي الدكتور عبدالله الزايدي إلى أن الطلاب سيعانون خلال الأيام الأولى للدراسة من قلة النوم والإرهاق بسبب التعود على السهر والنوم لساعات قليلة مما قد يتسبب في قلة تحصيلهم العلمي، ويجب على الأسر أن تتخذ خطة تدريجية مع الأبناء لتجنب هذه العادة السلبية. وحول الطريقة الأمثل لاستقبال الطلاب في أول يوم بعد العودة من الإجازة، أوضح المعلم عبدالعزيز الشهري أنه عادة ما يعود الطلاب في أول يوم بنفسيات متفاوتة فمنهم من يقبل على الدراسة والالتقاء بزملائه ومعلميه بروح مرحة، فيما يكون آخرون على النقيض تماما حيث تبدو عليهم آثار السهر والنعاس وكره العودة لمقاعد الدراسة لكن على المعلمين احتواؤهم بالتهيئة النفسية وعدم إثقال كاهلهم بالشرح الطويل في الأيام الأولى إلى حين يعتادون على الدوام الدراسي تدريجيا.