تتربع محافظة بالقرن على قمم جبال منطقة عسير حيث تحتضن الوديان والسفوح وتتحكم في البوابة الشمالية لمنطقة عسير ذات الغابات الكثيفة والمروج الخضراء والأجواء الساحرة صيفاً وشتاءً وقد منحت العناية الإلهية المنطقة جمالاً ليس له نظير مما جعلها أملاً للزائرين وبهجة للسائحين منذ مئات السنين. وتقع محافظة بالقرن على امتداد جغرافي تقدر مساحته بنحو 10 آلاف متر مربع وعلى ارتفاع 2200 متر عن سطح البحر ووهبها هذا الموقع الفريد نسائم ربيعية طوال العام وصيفاً تتساقط فيه الأمطار وتنهمر المياه في الشلالات عبر الأودية وبين الجبال وشتاءً تظلله الغيوم ودفء الرياح، القادمة من اتجاه البحر الأحمر إلى داخل البلاد، عبر أراضي محافظة بلقرن وربيع متصل وكأنه فصل يستمر طوال العام، وعكست هذه الأوضاع بهجتها على المحافظة بما تحويه من بشر وآثار. ويعشق أهالي المحافظة الاستمتاع بهدوء الطبيعة ورغبة التمتع بمباهجها الساحرة فوق الجبال والتلال ووسط الأودية، وشكل المواطنون روابط اجتماعية وثقافية خاصة بهم حيث يتأثرون بزائرهم ويؤثرون فيه خاصة العابرين على الطرق التي تمر بها وتربط جنوب البلاد بشمالها وغربها والقوافل السياحية التي تهوى قلوبها زيارة معالمها المختلفة وغاباتها الرائعة وأراضيها البكر التي تستقبل الغرباء بكل ترحاب. وما إن تشتد حرارة الصيف على المدن السعودية حتى تكون محافظة بلقرن من المنتجعات المفضلة لدى المصطافين الذين يأوون إلى الغابات الكثيفة للاستمتاع بعبق طبيعتها الساحرة وأجوائها الحالمة وأزهارها المتفتحة كتيجان القياصرة ورائحتها الفواحة . وتمتاز محافظة بالقرن بأنها تحتضن قمم الجبال وتطل على البحر الأحمر غرباً ونخيل بيشة شرقاً حتى أصبحت ثغراً يبتسم في وجه منطقة عسير والضحكة المرسومة على الشفاه حينما يدخل الزائرون من الشمال إلى الجنوب. ويعود تاريخ محافظة بلقرن إلى عصور سحيقة ولكن المسجل منه على جدران الحصون والقلاع يعود تاريخه إلى 500 سنة فقط مما جعلها إرثاً تاريخياً يمتد عبر العصور حتى عهد توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله. وقد جعل الإرث التاريخي والجغرافي والطبيعي المحافظة فريدة في نوعها حيث تشهد سنوياً فعاليات ثقافية ورياضية واجتماعية وسياحية، مما جعلها تتبوأ مكانة سياحية رفيعة تنافس من خلالها كافة المناطق الأخرى في السعودية. وقال محافظ بلقرن عبد الله بن علي بن جاري إن المحافظة شهدت طفرة تنموية في كافة الخدمات والمرافق ونعمت بالاستقرار والأمن الذي تعيشه البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله، ولم تكن محافظة بالقرن تحظى بهذه المكانة السياحية بدرجة تضعها في مقدمة المدن السعودية ذات الطابع السياحي لولا جهود أميرنا المحبوب الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي يولي صناعة السياحة اهتماماً خاصاً وأعطى محافظة بالقرن نصيباً وافراً من الرعاية وأقام المشاريع التي جعلتها من عناصر الجذب السياحي وأصبحت ملتقى السائحين ويعرفها كل من يعشق زيارة المنطقة الجنوبية في السعودية. وتكتنف المحافظة 500 فندق واستراحة وشقة مفروشة يقع معظمها في مدينة سبت العلاية التي تشتهر بحركتها التجارية الدؤوبة ولديها سمعة واسعة بين المصطافين والعاشقين لقضاء الصيف في ربوع المحافظة.