انتشرت في الشارع المصري مؤخرا ظاهرة جديدة، وهي انتقام المواطنين من اللصوص والبلطجية بقتلهم بأنفسهم، وقد شهد حي بولاق الدكرور أحد أشهر الأحياء الشعبية في محافظة الجيزة وأكثر الأحياء كثافة سكنية في مصر على الإطلاق ثاني أيام عيد الفطر المبارك، واقعة جديدة تؤكد انتشار الظاهرة، بعد أن قتل المواطنون لصا بعد اتهامه بمحاولة سرقة "توك توك" من صاحبه بالإكراه بالقرب من المنطقة الزراعية بمنطقة صفط اللبن. ويقول أحد شهود عيان الواقعة ويدعى مصطفى: إنه أثناء تواجده بالمحل الخاص به لبيع البنزين أسفل الطريق الدائري، فوجئ بسكان المنطقة يسرعون إلى المنطقة الزراعية التي تجاوره، وعلم بأنه ضُبط بعض اللصوص حاولوا سرقة "توك توك" من قائده بالإكراه، وعندما توجه لاستكشاف الأمر، فوجئ ببعض الأهالي يمسكون باللصوص، ويأخذون منهم الأسلحة النارية التي كانت بحوزتهم، وتجمع سكان المنطقة عقب ذلك، وأشهر عدد منهم الأسلحة البيضاء وطعن أحدهم اللص حتى فارق الحياة. وهذه ليست الواقعة الأولى من نوعها، فقد سبقها قبل شهرين إلقاء أهالي حي عين شمس شمال العاصمة القاهرة القبض على سائق تاكسي حاول اختطاف سيدة بغرض الاغتصاب، وعلقوه على شجرة كبيرة داخل أكبر ميادين الحي، وبدأ الجميع بضربه. وفي مدينة ملوي التابعة لمحافظة المنيا، نفذ الأهالي العقاب على لص شقق بقطع يده، وفي آخر أيام شهر رمضان المبارك قتل مواطن لص سيارات بمسدسه الخاص، بعد إلقاء القبض عليه من قبل الأهالي متلبسا بمحاولة خطف سيارة من مواطن. ويرى المواطنون أن تنفيذ العقاب على اللصوص والبلطجية في وضح النهار الوسيلة الأمثل للقضاء على ظاهرة ارتفاع معدلات الجريمة في الشارع المصري منذ اندلاع ثورة 25 يناير، واختفاء رجال الشرطة من الشوارع، مؤكدين أن الانتقام منهم بتلك الطريقة هدفه إرهاب أمثالهم من اللصوص والبلطجية.