شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن معارك عنيفة بين قوات الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة، وسط أنباء عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي. كما شهدت منطقة الحيمة بمحافظة صنعاء مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس علي عبدالله صالح والقبائل، فيما أكد مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن عودة الرئيس إلى البلاد حتمية ومن المستحيل تسليم السلطة إلى أحزاب دموية. وكانت مصادر محلية في محافظة أبين، قد كشفت النقاب عن مقتل سبعة جنود وضابط في الجيش، بالإضافة إلى نحو 20 من مسلحي القاعدة إثر اشتباكات قرب مدينة زنجبار. وتمكن الجيش من استعادة السيطرة على منطقة غربي زنجبار من أيدي مسلحي القاعدة الذين استولوا عليها في مايو الماضي. وأكدت المصادر أن الألوية الثلاثة المرابطة في الجهة الغربية من مدينة زنجبار شنت هجوماً واسعاً على العناصر المسلحة استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران الحربي الذي قصف عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون في وادي دوفس والكود والمسيمير وأحياء من مدينة زنجبار. وشوهدت جثث المسلحين متناثرة في وادي دوفس، بالإضافة إلى مشاهدة عدد من السيارات وهي تنقل جثثهم إلى مستشفى الرازي في جعار. وترددت معلومات تفيد بأن زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي قتل في هذه المواجهات بحسب مصدر عسكري. كما أكد مصدر طبي في مستشفى الرازي أن جثة وصلت إلى المستشفى تعود لأحد القادة الكبار في تنظيم القاعدة، إلا أن مصدراً حكومياً لم يؤكد ذلك. وفي العاصمة صنعاء استمر التوتر القائم بين قوات الجيش وشباب التغيير والقوات الموالية لهم بعدما هاجمت مجموعة من عناصر النظام الجهة الجنوبية من ساحة التغيير المستحدثة مؤخرا بعد انسحاب شباب الصمود المنتمين إلى حركة الحوثيين منها بشكل مفاجئ وعودتهم إلى الساحة السابقة الممتدة من شارع الستين إلى جولة عشرين في حي الجامعة الجديد. واشارت إلى أن مهاجمة المعتصمين في الساحة تمت بعد صلاة الفجر. سياسياً استمر الجدال بين أتباع النظام ومعارضيه، حيث أكد رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، طارق الشامي، أن "عودة الرئيس صالح إلى اليمن أمر حتمي ولا جدال فيه وسيعود لممارسة مهامه كرئيس للجمهورية منتخب من قبل الشعب"، رافضاً الحديث عن تفجير حرب أهلية من قبل أي طرف، في إشارة إلى القوى المنشقة عن الجيش والمؤيدة للثورة. وقال إن "المؤتمر الشعبي العام لن يسمح لأي كان بأن يذهب بالبلاد نحو الحرب الأهلية". وأوضح أن اليمن ليس ليبيا "وعلى الجميع أن يفهم أن الوضع في اليمن يختلف عما يحصل في أي دولة أخرى". وشدد على أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة في البلاد. وأكد المسؤول الحكومي أنه بعد وفاة رئيس مجلس الشورى متأثراً بجراحه في الهجوم الذي استهدف الرئيس صالح في جامع دار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي لا يمكن أن يتم تسليم السلطة إلى قتلة ودمويين، مشيراً إلى أن هناك تحقيقات يجب أن تتم ويجب الكشف عنها ومحاكمة القتلة.