أعادت ندوة حملت عنوان "اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ومدى إمكانية إعادة النظر فيها" الصراع العربي الإسرائيلي لواجهة الأضواء حين أكد المشاركون في الندوة أول من أمس أن الأمل الحقيقي في إسقاط هذه الاتفاقيات المجحفة والمقيدة لإرادة الشعوب العربية وتصحيح ما ترتب عليها من كوارث - بحسب تعبيرهم -، يكمن في نجاح ربيع الثورات العربية، لأنها وحدها القادرة على فرض واقع جديد على الأرض. وأوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر الدكتور جعفر عبدالسلام أن ثورات الربيع العربي هي الأمل الذي يمكن أن يغير الأوضاع الجائرة التي فرضت على مصر في سيناء وعدم وجود قوات لها، خاصة أن الكل ينادي اليوم بإنهاء معاهدة كامب ديفيد، لأنه في ظل الهيمنة الأميركية على المنطقة ودعمها الكامل لإسرائيل لا مجال لأن تغير إسرائيل من استراتيجيتها. وقال عبدالسلام إن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد من طرف واحد دون الاحتكام إلى القانون الدولي والطرق الدبلوماسية يعني إعلان حرب على إسرائيل، لأن الاتفاقية تقر السلام وإلغاؤها يعني العودة لحالة ما قبل السلام وهي حالة الحرب بين البلدين. واستعرض الظروف الدولية التي تمت فيها الاتفاقية. وأشار إلى أن الاتفاقية تتضمن إكراهاً وإجباراً لمصر في كثير من بنودها وهذا الإكراه أحد مبررات إلغاء الاتفاقية أو إعادة النظر فيها بخاصة أن هناك توجهات لنظريات حديثة في القانون الدولي تتجه نحو إبطال الاتفاقيات التي يشوبها الإجبار أو الإكراه، كما أن الاتفاقية في واقع التطبيق قد شابها العوار والانتهاك من قبل الجانب الإسرائيلي لذلك تتعالى أصوات الشارع المصري لإلغائها أو إعادة النظر فيها، مشيراً إلى أن الويل دائماً للمغلوب فلو لم تكن مصر مغلوبة ما قبلت بهذه الاتفاقيات، فلا يمكن إقامة اتفاقية على غير الواقع، ومصر قبلت لأنها كانت مهزومة. وأوضح عبدالسلام أن الولاياتالمتحدة الأميركية أعطت لإسرائيل ضمانات خطيرة لتنفيذ الاتفاقية منها اتفاقية مشتركة إسرائيلية أميركية تعهدت فيها الولاياتالمتحدة باستخدام القوة ضد مصر في حالة إخلالها باتفاقية السلام مع إسرائيل، وقد أعلنت مصر في ذلك الحين احتجاجها على تلك الاتفاقية التي لم تكن طرفا فيها.