وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة إلى أعضاء لجنة الدعوة في أفريقيا أمس، قال فيها "أتمنى لكم التوفيق، ونحن إن شاء الله معكم دائماً وأبداً في أي لحظة مستعدون لكل ما يطلب منا نحو عقيدتنا الإسلامية، وهذه ما لنا فيها لا عز ولا فخر، بل هذا واجب على كل مسلم. وشكراً لكم. والله أكبر". من جانب آخر وجه خادم الحرمين بنشر اكتشاف أثري يؤكد أسبقية استئناس الخيل في الجزيرة العربية ليطلع عليه العالم. جاء ذلك خلال استقباله في قصر الصف بمكة أمس، مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد وأعضاء اللجنة يرافقهم 39 من الدعاة يمثلون 39 بلداً أفريقيا يشاركون في الملتقى ال20 للجنة الدعوة في أفريقيا، واستقباله كذلك لرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وعدداً من مسؤولي الهيئة وباحثين متخصصين في الآثار. وخلال الاستقبال ألقى عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال عضو اتحاد علماء أفريقيا الدكتور محمد أحمد لوح كلمة نيابة عن المشاركين في الملتقى قال فيها "يا خادم الحرمين الشريفين نشهدكم ونحن نخبة من علماء أفريقيا ودعاتها وقادة العمل الإسلامي فيها بأن المسلمين في كافة أرجاء المعمورة ينظرون نظرات ملؤها التقدير والاحترام إلى جهودكم الجبارة في تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار منذ وصولهم لبلاد الحرمين الشريفين وحتى مغادرتهم، مع حرصكم على تطويرها تطويراً مستمراً مبنياً على أسس علمية وبحثية جندتم لها كافة الإمكانات حتى تحقق بفضل الله على أرض الواقع ما نشاهده اليوم من إنجازات، والقادم بإذن الله أعظم وأكبر". وأضاف أن "التوسعة التاريخية الجديدة التي اطلقتموها وجرى بإقرارها توقيعكم الكريم ووضعتم حجرها الأساس قبل أيام قليلة بتكلفة تتجاوز 100 ألف مليون ريال تدل على ذلك، أما الأوقاف الكبيرة التي أوقفتموها على الحرمين الشريفين فهي مما يتحدث عنه القاصي والداني، بل هي التي تتحدث عن نفسها إذ ما من حاج أو معتمر أو زائر يطل على المدينتين المشرفتين إلا وتلامس بصره هامات تلكم الأوقاف، وإن هذه المآثر وتلك الأفضال لما تتحدث عنه الأجيال القادمة بعد آماد وعصور وأزمان ودهور، فشكر الله سعيكم وسدد خطاكم وجزاكم عن الإسلام والمسلمين خير ما يجزي به المحسنين على إحسانهم". وأشار لوح إلى مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه علماء المسلمين وعامتهم، وقال "إنها محفورة في صفحات التاريخ وستبقى ما بقي للتاريخ ذكر. فها أنتم قبل أشهر قليلة تصدرون بيانكم المشرف بشأن علماء هذا البلد الذين هم مرجعية علماء الأمة في كل مكان، فكان ما تضمنه بيانكم لفتة تشريف للأمة كلها رفعت به رأسها وأحيت به روحاً معنوية كادت جذوتها أن تخمد بفعل الأعاصير وكادت أوراقها وزهورها تذبل بكيد الكائدين ومكر الماكرين". وشاهد خادم الحرمين الشريفين عرضاً للاكتشاف الأثري الذي عثر عليه مؤخراً في موقع "المقر" في وسط المملكة ويبرز استئناس الإنسان للخيل وتربيتها على أرض الجزيرة العربية قبل 9 آلاف سنة، حيث استمع الملك إلى شرح مفصل من الأمير سلطان بن سلمان ومن الفريق العلمي السعودي المشارك في الاكتشاف. كما اطلع على عدد من المواد الأثرية التي تشير إلى أن الموقع يعد أقدم موقع اكتشف حتى الآن لاستئناس الخيل في العالم، كما تبرز النشاطات الحضارية التي مارسها سكان المنطقة في فترة العصر الحجري الحديث. وأثنى خادم الحرمين الشريفين على جهود الفريق العلمي، وتمنى لهم مزيداً من التوفيق والنجاح.