حقق باحثون نقلة علمية فيما يتعلق بتطوير شريحة إلكترونية "ذكية" قادرة على تقليد بعض قدرات المخ الإنساني من ناحية المبدأ، بفضل البنية الجديدة تماما لهذه الشريحة، حسبما ذكرت شركة "أي بي إم" الأميركية أمس في مقرها بمدينة أرمونك بولاية كاليفورنيا الأميركية. وبحسب ماذكرته الشركة فإن هذه الشرائح التي تعرض لأول مرة قادرة، على سبيل المثال، على ممارسة لعبة بونج الحاسوبية، و"التعرف" على الأرقام من 0 إلى 9 ، وأنها ستكون أساسا لتطوير "أجهزة كمبيوتر تتعلم". صنعت نماذج هذه الشريحة الرقيقة على أيدي مهندسين بمركز أبحاث ألمادن التابع للشركة، وستبدأ مرحلة تجريبها، ورغم أن هذه الرقائق مصنوعة من السيليكون كغيرها من المعالجات الإلكتروية الدقيقة، إلا أنها ليست مستقيمة البنية، ولكنها صنعت على غرار الهياكل العصبية لمخ الإنسان. وستسمح هذه الشريحة بوظائف رئيسية تشبه الإدراك الإنساني، والتعرف، ورد الفعل. ومن بين أهداف تطوير هذه الرقيقة تطوير جهاز حاسوب يستقبل بيانات التقطت بحساسات، وتحليل هذه البيانات، وإعادة صياغتها بشكل تلقائي، والاستفادة منها على الوجه الأكمل. وخلافا للبنية التقليدية للشرائح الإلكترونية والمعروفة باسم "فون نويمان" التي يتم من خلالها التعامل مع الأوامر المبرمجة بشكل تدريجي، فإن أجهزة الحاسوب التي تستخدم الشريحة الجديدة قادرة على جمع تجارب وخبرات بشكل مستقل، وقادرة على "التعلم"، والتعرف على العلاقات التي تربط المعلومات، وطرح فرضيات خاصة. وقال دارميندرا مودا، رئيس مشروع تطوير الشريحة، إن تطبيقات علوم الكمبيوتر ستتزايد مستقبلا، وستصبح أكثر من أن تلبيها الوسائل المتاحة حاليا بشكل فعال، وإن النماذج الجديدة للشرائح الإلكترونية تؤذن بميلاد جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر والتطبيقات في المجال الاقتصادي والعلمي.