منذ بداية شهر رمضان بدأ حاملو أجهزة "البلاك بيري" بتداول طرائف جديدة فيما بينهم، يختلقون من خلالها تفسيرات جديدة من نسج خيالهم حول سبب تسمية عدد من الأطباق الغذائية والرمضانية، إضافة إلى منتجات أخرى تتداول يومياً، ومن أبرز تلك المسميات، والتي كان للحُب دور في أغلبها - حسب حكاياتهم- طبق المرقوق وطبق اللقيمات - كما يطلق عليهما شعبيا - إضافة إلى منتج الفازلين و"تفاحة" أبل. ويؤكد البلاك بيريون في تعليقاتهم أن ذلك يدل على أن الشعب السعودي خلاّق بالنكتة وتطويرها، بل تجاوز ذلك إلى تطوير الأساطير العالمية، وتحويلها إلى حكايات شعبية لتتناسب مع ثقافة أفراد الشعب بكافة شرائحهم. ويتناقل البلاك بيريون أن سبب تسمية اللقيمات أن فتاة كانت تحب شاباً من أفراد القرية يرعى الغنم، واسمه "لقا"، وكانت تلتقيه سرا، و كانا يحلمان بالزواج تتويجاً لعلاقة الحب، ولم يكن يعلم بتلك العلاقة سوى أختها الصغيرة، وعندما كانت تعد عجيناً لصنع أكلة جديدة، أتتها أختها – نذير الشؤوم - لتخبرها بأن حبيبها "لقا" قد مات، فأخذت تبكي أمام العجين، ودخل والدها، فكتمت الدموع، فقال والدها ما اسم هذا الطبق الجديد؟ فقالت "لقا مات .. لقا مات " فقال أبوها : أوه لقيمات .. أهذا طبق جديد؟ فأصبح ذلك مسمى للطبق. أسطورة أخرى ألفها البلاك بيريون تدور "حول تسمية "طبخة المرقوق" أن هناك فتاة جميلة تعشق الطبخ، وتحب شخصاً اسمه "قوق"، وكان يمر من أمام شرفة مطبخها يوميا، وذات يوم غاب "قوق" عن المرور أمام الشرفة، فكانت الفتاة تنتظر مروره، إلا أنه لم يمر لعدة أيام، وذات يوم دعت الفتاة بنات قريتها لإطلاعهن على طبخة جديدة اخترعتها، وعندما انتهت من إعدادها وتذوقتها الفتيات سألنها ما اسم الطبخة؟ ، وكان سؤالهن متزامنا مع رفع الفتاة طرفها وإطلالتها مع النافذة، فإذ بحبيبها "قوق" يمر من أمام ناظريها، فقالت لهن "مر .. قوق" ، ففهمت الفتيات أنها تقصد بذلك اسم الطبخة، بينما بالواقع كانت تتمتم بكلمات لا إرادية تجاه حبيبها الغائب الذي أطل عليها فجأة. وحول تسمية "الفازلين" يتناقل متداولو رسائل البلاك بيري أن فتاة بإحدى دول أوروبا تزوجت، وكانت تحلم بأن تنجب طفلة تسميها "لين"، إلاّ أن القدر شاء بأن ترزق بولد، ولكنها أصرت على تسميته "لين"، وعندما كبر وشبّ أصيب حاكم المدينة بتشققات بقدميه، نظراً لتقدمه بالسن، فأعلن عن مسابقة لمن يستطيع إيجاد علاج ناجع لمعاناته، فقدِم الشباب من كل أنحاء المدينة كل باكتشافه، واستطاع "لين" الفوز في المسابقة، فأصبح أهله يمشون فرحاً ويهتفون ب " فاز لين" فأصبح ذلك مسمى لمنتج الفازلين. وأصبح البلاك بيريون يتداولون إلى جانب الأطباق الرمضانية وغيرها من الأطباق "تفاحة" منتجات شركة "أبل" حيث تداولوا فيما بينهم أن صاحبها شاهد تفاحة مقضومة، فأعجبته ووضعها شعاراً لشركته. وقال فيصل الغافل إنه يستمتع بالحكايات الطريفة التي يتداولها مستخدمو البلاك بيري، مشيراً إلى أنها حكايات مسلية، خاصة أن نهار رمضان طويل، والصيام يؤثر على الحالة المزاجية لبعض الأشخاص، فتأتي تلك الرسائل الطريفة لترسم الابتسامة على الوجوه. ويرى الغافل أن تلك الرسائل تؤكد أن الشعب السعودي قادر على خلق النكتة، بل تجاوزها إلى تطوير الحكايات والأساطير العالمية، وتحويلها إلى حكايات شعبية تتناسب مع ثقافة بعض أفراد المواطن المحلي. وأكد الغافل أن مرتادي البلاك بيري خلقوا شكلاً جديدا للطرفة، وضرب مثلا بحملة "عزيزي" و"شكسبير" وحملة "أبو سروال وفنيلة"، انتهاء بتوضيح أسباب بعض المسميات للأطباق الغذائية، تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك، الذي يتميز بصناعة العديد من الأطباق لتناولها على مائدة الإفطار، وكذلك يشهد إقبالا على بعض المنتجات والشعارات التجارية.