في أحد أسواقنا التجارية الفارهة لفت نظري طماطم صغيرة الحجم (كأنها فراولة أو كرة بنق بونق مصبوغة لوناً أحمر) والذي لفت نظري هو صغر حجمها وجمالها وسعرها الغالي.. وعندما سألت عن سبب غلاء ثمنها قيل لي انها منتج طبيعي ليس به إضافات كيميائية أو هرمونات أو مواد حافظة.. قدمت إلينا من سهول وحقول سويسرا وهولندا.. وحجم هذه الطماطم الصغير ذكرني بتفاح صغير الحجم أيضا.. كنا نسميه (تفاح الديرة) لعلكم تذوقتموه كما فعلت مرات عديدة أيام زمان.. عندما كنا لا نعرف من التفاح إلا هو.. ويعتبر تفاح الديرة من أسوأ أنواع التفاح.. فلا شكل ولا طعم.. فليس له من التفاح إلا اسمه فقط.. ويسمون هذا النوع من التفاح (في الكويت) تفاح (أبو --) عندما قام الممثل الكويتي حسينوه بزراعته للاتجار به في أحد المسلسلات التلفزيونية.. وتفاح (الديرة) أعتقد انه اختفى ولم يعد أحد يزرعه لأنه لم يستطع الصمود أمام الأنواع الفاخرة والمستوردة من التفاح التي انتشرت.. فلم نعد نرى تفاح (ابو --) هذه الأيام.. وأعود إلى الطماطم أو البندورة.. التي يُكتب عنها الكثير.. كمقاومة الطماطم النيئة لسرطان البروستات.. أو عندما تُطبخ وتؤكل فتقاوم مرض آخر.. في خبر آخر.. والطماطم سلعة غذائية استهلاكية لا تستغني عنها كل الشعوب.. فوجود الطماطم ضروري في الكثير من الطبخات.. فهو (مع البصل) يعتبر أساسياً لإعداد الكثير من الأطباق.. فلا أرز أو فول أو شكشوكة بالإمكان إعدادها وأكلها بدون طماطم.. حتى التسمية تجدها متقاربة في جميع اللغات تقريباً.. (طماطم بالعربية وتوميتو بالانجليزية وطوماطررر بلغة السند والهند) وأسعار الطماطم دائما متقلبة.. بين ارتفاع شديد أو رخص يجعل قيمتها بتراب الفلوس.. وفي مصر يطلقون على الطماطم (المقنونة) عندما يرتفع سعرها.. و(الأولين) لا يعرفون شيئاً اسمه انتهاء الصلاحية في المواد الغذائية.. وعندما يبدأ الخراب في الفاكهة أو الخضروات كالطماطم مثلاً يقولون انه (مستوي) ولم يدر بخلدهم أن هناك شيئاً اسمه تسمم غذائي (على نياتكم ترزقون) والحافظ الله.. ويُروى عن أحدهم انه كان عندما يشتري الطماطم.. كان يقوم بتوصية أهله بالبدء (طبخ واستهلاك) بالطماطم الذي يكون ليناً (خربان) أو مستوياً في رأيه.. وترك الطماطم الذي قوامه متماسكاً إلى أن يستوي ليأكلوه حينئذ.. فيصبح هو وأهله لا يأكلون إلا طماطم فاسدا.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.