ممارسة الرياضة لساعات طويلة والحرص على تخفيف الوزن بشكل كبير، ومراجعة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات الضرورية، وتبييض الأسنان، والبعد عن الألوان الفاقعة والملابس غير المتناسقة، بالإضافة إلى مطالبة الفتيات على وجه الخصوص بعدم ارتداء الملابس القصيرة من فساتين وتنانير، هي أبرز النصائح التي تضمنتها حملة إلكترونية أطلقها مجموعة من الشباب السعوديين عبر أجهزة "البلاك بيري" قبيل أيام قليلة من بدء موسم السفر والعطلات الصيفية. وقد حرصت المجموعة على إطلاق حملة ساخرة مكثفة عبر هواتف ال"بلاك بيري" للحد من بعض التصرفات السلبية التي تبدر من بعض الشباب، مطالبة إياهم بالعمل على تحسين صورة السعوديين في الخارج. ووجه المشرفون على الحملة رسائل تحمل تنويهات لاذعة للشباب السعودي بجنسيه بدءا من اللباس، وانتهاء ببعض التصرفات، ونبهت إلى أهمية اختيار اللباس المناسب الذي يتسم بالبساطة، ويعكس ثقافة المجتمع، ساخرين من بعض السعوديين لاختيارهم الألوان غير المناسبة، أو حتى المقاسات، كما دعت المسافرين إلى اختيار محال معينة بها موديلات حديثة بعيدا عن الألوان المتنافرة. كما قدم المرسلون نصائح بتبييض الأسنان، وممارسة الرياضة قبل السفر. تقول إحدى النصوص المرسلة "حتى لو كانت ملبوساتك أيها الشاب من أغلى الماركات فينصحك "البلاك بيريون" بعدم المفاخرة، لأن التخفيضات في بعض المحال معروفة، فحافظ على ماء وجهك، كما يجب عليك الامتناع عن حركات باتت مكشوفة على حسب قولهم، ومنها التجول في الأسواق بأكياس تحمل أسماء ماركات عالمية". كما وجه "البلاك بيريون" نقدا لاذعا للفتيات السعوديات في الخارج، معتبرين أن تقاليدهن لاتسمح بارتداء القصير أو الشورت، كما قدموا لها نصيحة بأن لا تتفاخر بلونها، وأنها برونزية، وأن لا ترتدي حذاء بكعب عال، وهي تتمتع بطول زائد، كما أن على القصيرة من وجهة نظرهم أن لا ترتدي حذاء بدون كعب حتى لا يتم دوسها بالخطأ! وعلقت الأخصائية الاجتماعية مها السياري على رسائل "البلاك بيريون" بأن ما يفعله بعض الشباب السعودي في الخارج يعد من قبيل أن الأفكار والأشكال تتغير، لذا فهم يسمحون لأنفسهم بتصرفات خارجة عن ثقافة مجتمعهم، مشيرة إلى أن البعض يذهب إلى الخارج للاستجمام والراحة، والبحث عما حرموا منه في مجتمعهم مثل السينما أو ممارسة رياضات لم تتوفر لهم ببلدهم، كما أن هناك شبابا وشابات يبحثون عن تطوير الذات واكتساب لغة. وأضافت السياري: "أن أسباب انسلاخ بعض الشباب من قيمهم التي تربوا عليها يعكس عدم اقتناعهم بها من الأساس، مسايرة لمن حولهم وإرضاء لأهاليهم وذوي السلطة في مجتمعهم، دفعهم إلى الصراع والتخبط والتمرد الذي أوجد فيهم حب المغامرة والاكتشاف، ولو كانت على سبيل أنفسهم". واعتبرت السياري أن الشباب لم يلجأ إلى مثل هذه التصرفات إلا لأنه لم يمارس أدواره الطبيعية والأساسية في مجتمعه، لذا فهو يمارسها خارجيا للتنفيس عما حرم منه داخل محيط أسرته أو مجتمعه، وأرجعت ذلك لافتقاره إلى الحوار على الصعيد الأسري أو المجتمعي. وتابعت: "نستطيع الاستفادة من الغرب في كل شيء، ولكن بتوظيفه حسب قيمنا وما يوافق شخصياتنا، ووفق ما نحتاجه، فلا إفراط ولا تفريط، وبذلك نستطيع أن نكون خير ممثلين لأنفسنا ومجتمعنا".