اندلعت عصر امس اشتباكات عنيفة مفاجئة بين قوات الحرس الجمهوري اليمني وبين المسلحين القبليين من انصار الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبائل حاشد، في حي الحصبة، وسط العاصمة صنعاء، والشوارع المحيطة به، في خرق لوقف اطلاق النار بين الطرفين الذي افضت اليه هدنة قادها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل نحو شهرين. وسمع دوي الانفجارات والرشقات الرشاشة في مختلف انحاء المدينة، لكن تبادل اطلاق النار توقف بعد ساعتين من دون معرفة ما اذا كان اوقع ضحايا. وكانت حال من التوتر الشديد سادت الحي أول من أمس بعد أنباء عن قيام مسلحين من أتباع الأحمر بالاستيلاء على آليتين لدورية عسكرية في شارع التلفزيون، ونشر الحرس الجمهوري عدداً من آلياته وجنوده في الشوارع المحيطة بالحي الذي يقيم فيه المسلحون القبليون نقاط تفتيش وتحصينات وخنادق. ورغم أن الأشتباكات تدور على مقربة من موقع الفرقة الأولى المدرعة الموالية للمعارضة الا أنها لم تتدخل فيها. وكان اليمنيون انقسموا في أول جمعة من شهر رمضان بين مؤيد للرئيس علي عبد الله صالح ومناوئ له، من خلال المشاركة في صلاتي جمعة «التراحم» للمؤيدين، وجمعة «سلمية حتى النصر» للمعارضين، وشكلت خطبتا الجمعة في جامع الصالح بميدان السبعين وشارع الستين في العاصمة هجوماً تحريضاً متبادلاً على المواجهة والحسم كل على طريقته. وكرس خطيب جمعة «التراحم» خطبة الأمس لتحذير قوى المعارضة «من الإستمرار في غيها وأعمالها الإجرامية بحق البلاد والعباد» وحملها المسؤولية عن جريمة جامع النهدين الذي أستهدفت إغتيال الرئيس علي صالح واركان الدولة بعبوة ناسفة. وقال الخطيب الشيخ شرف القليسي مخاطباً قوى المعارضة ومن وصفهم ب «الأخوان المفلسين» إن «تلك الجريمة لن يغفرها لكم الشعب ولن تمر مرور الكرام وعليكم أن لا تستهينوا بالأسد الجريح، فبعده أسود وأشبال وليوث». وناشد المناوئين بأن «لا يحولوا شهر رمضان إلى شهر تسفك فيه الدماء وتنتهك الأعراض وتعم الفوضى في البلاد»، وقال ان «على الجميع العودة إلى طاولة الحوار، وبدونها لن يكون لهم شيء مما يخططون له عبر الأكاذيب والإنقلابات والتصفيات السياسية». وكانت الأيام الماضية شهدت تصعيداً سياسياً وإعلامياً من قبل طرفي الأزمة واتهامات متبادلة على مختلف الأصعدة، وقال حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم ان حزب «التجمع اليمني للأصلاح» الذي يتزعم تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» إتخذ قراراً سرياً في وقت مبكر بالتخلص من الرئيس صالح وتصفيته جسديا. واكد رئيس الدائرة السياسية للحزب الحاكم عبد الله غانم في حوار نشرته صحيفة «الميثاق» الناطقة بأسم حزبه في عددها الأخير ان «الخطورة في ما قام به الإخوان (حزب التجمع) هو ذلك القرار السري الذي اتخذ قبل الأزمة بالتخلص من الرئيس شخصياً، ذلك القرار هو الذي نشهد اليوم تبعاته ومترتباته».