هاجم خطيب الجمعة في ساحة السبعين، حيث تجمّع أنصار الرئيس علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، معارضي الرئيس الذي قال: إنه سيعود ليحكم اليمن عن طريق صناديق الاقتراع، وتوعّد في الخطبة التي ألقاها أمس، وأُطلق عليها "جمعة التراحم" خصوم النظام ب"شيّ جلودهم والتنكيل بهم وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف". وقالت وكالة أنباء "مأرب برس" على موقعها السبت: إن أنصار الرئيس صالح قد تجمّعوا أمس في ساحة السبعين؛ للاستماع إلى خطبة الجمعة التي ألقاها شرف القليسي التي كرّسها للتأمل بالمعجزة الإلهية التي أبقت الرئيس صالح حياً بعد الهجوم الذي تعرّض له في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي، إضافة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمن اليوم وحمّل المسؤولية فيها المعارضة. ووصف القليسي الرئيس صالح ب"الشهيد الحي"، وقال تعليقاً على رؤيته في أول إطلالة له عبر التلفزيون في السابع من يوليو/ تموز الماضي بأن الرئيس خرج من تحت الأنقاض ومن بين جثث هامدة محترقة، ووصف نجاته من هجوم جامع النهدين ب"المعجزة الإلهية"، وقال: "عندما رأيت رئيس الجمهورية يظهر على التلفزيون قلت: يا الله ما هذه المعجزة الإلهية؟"، واعتبر أن بقاء الرئيس رحمة من الله وخير أراده لأبناء الشعب، واصفاً إياه ب"حكيم العرب". وسخر القليسي من المعارضة وخصوم الرئيس صالح الذين يؤكدون أنه غير صالح للحكم، وتنبأ بفوزه بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: "من قالوا: إنه سيعود في صندوق فسيعود ليحكمنا في صندوق الاقتراع" . وتطرق الخطيب إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمتأزمة التي تعيشها البلد، محملاً المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك مسؤولية كل ما يجري في البلاد من أزمات للمشتقات النفطية وانقطاعات الكهرباء وغيرها، كما توعد من سمّاهم "أتباع المجوس وخوارج العصر" بشيّ جلودهم والتنكيل بهم وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، محذراً إياهم من اختبار صبر أنصار الرئيس، وقال: "لا تغتروا بكثرتكم ولا تتهاونوا بالأسد الجريح فوراء الأسد أشبال". وكانت مصادر رسمية قد أكدت تمسك أنصار النظام الذين خرجوا في مسيرات عقب صلاة الجمعة في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بالشرعية الدستورية كخيار وحيد لا رجعة عنه، لأن "الشرعية الدستورية تضمن للناس وللوطن الأمن والاستقرار وهي بذلك تجسد المعاني السامية الحقيقية لجوهر التراحم". وقالت المصادر: إن المسيرات والمهرجانات شدّدت على عدم السماح للانقلابيين في الاستمرار في محاولاتهم اليائسة للزج باليمن نحو مهاوي الفتن والفوضى والحرب الأهلية التي صارت مفضوحة ومكشوفة من خلال اعتداءاتهم الإجرامية المتكررة على المعسكرات ورجال القوات المسلحة والأمن بهدف السيطرة عليها ومن ثم السطو على السلطة بالقوة.