طلب لبنان من بعثته الدائمة لدى الأممالمتحدة أمس تقديم شكوى ضد إسرائيل على خلفية الحادث الحدودي الذي جرى في الأول من أغسطس الجاري. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان أنها طلبت "من بعثة لبنان لدى الأممالمتحدة في نيويورك تقديم شكوى ضد إسرائيل لدخولها مطلع أغسطس مسافة 15 مترا ضمن الأراضي اللبنانية، بعد اجتياز عناصرها مجرى نهر الوزاني". وتضمن الطلب اعتبار هذا الحادث "خرقا وانتهاكا واضحين للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 والقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، ويشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين"، بحسب ما جاء في البيان. وكان عسكريون لبنانيون وإسرائيليون تبادلوا إطلاق النار في الأول من أغسطس الجاري. وقال الجيش اللبناني إن دورية إسرائيلية عبرت "الخط الأزرق" وإن الجنود اللبنانيين أطلقوا عيارات تحذيرية، مما أدى إلى انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين فتحوا النار باتجاه الجنود اللبنانيين دون أن يسفر ذلك عن إصابات، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن دورية له تعرضت لإطلاق نار عندما كانت تقوم بجولة روتينية. وفي سياق متصل تصاعدت حدة التوتر بين لبنان وإسرائيل مؤخرا بسبب الخلاف على الحدود البحرية بين البلدين اللذين يحاول كل منهما إثبات ملكيته لمنطقة يعتقد أنها غنية بالغاز. وبدأ التوتر حول هذه القضية الشهر الماضي بعدما أقرت الحكومة الإسرائيلية خارطة للحدود البحرية مع لبنان وقدمتها إلى الأممالمتحدة. وتتعارض هذه الخارطة مع خارطة سبق أن قدمها لبنان للأمم المتحدة في العام الماضي، تظهر حصة أكبر له في حدوده البحرية. وتقول السلطات اللبنانية إن الخارطة التي قدمتها إلى الأممالمتحدة تتوافق مع اتفاقية الهدنة الموقعة بين الدولتين في 1949 ولا يمكن بالتالي لإسرائيل أن تطعن بها، كما تعتبر أن الاتفاق الذي وقعته إسرائيل مع قبرص في 2010 لترسيم حدودهما البحرية يخالف الاتفاق الموقع بين لبنان وقبرص في 2007. وقال وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل إن الحكومة اللبنانية الجديدة ستصدر مرسوما تحدد بموجبه المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان. وأضاف "لا يمكن لإسرائيل أن تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي وأن تعتدي على لبنان من خلال خلق منطقة نزاع في مياهنا". وتابع "لا يمكنهم أن يرسموا خطا ويقولوا بكل بساطة هذه حدودنا". من جانب آخر أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان أمس أنه يدرس "عناصر" قدمها إليه حزب الله من جانب آخر في إطار التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.