دخلت معركة الغاز بين لبنان وإسرائيل مرحلة خطيرة، حيث اعتبرت إسرائيل، مطالبة لبنان بحقوقه البحرية "تأتي بضغط من حزب الله لإثارة توترات لكننا لن نتنازل عن أي شبر مما هو ملكنا". وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان "لدينا حجج قوية جدا تستند إلى القانون الدولي". ورد وزير الطاقة والمياه اللبناني جبران باسيل أمس على إعلان إسرائيل تحديد منطقتها البحرية بالقول إن لبنان رسم حدوده البحرية بالاستناد إلى اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار، وعلى إسرائيل "أن توقع هذه الاتفاقية قبل أن تتحدث عن القوانين الدولية". وقال باسيل إنه رأى في الكلام الإسرائيلي "استباقا لتعد كما اعتدنا من إسرائيل، في اعتداءاتها على بحرنا ومياهنا وسمائنا وبرنا، والآن على الحقوق النفطية"، مشيرا إلى أنه ليس "من عادات إسرائيل أن تلتزم بالمواثيق الدولية". وأوضح باسيل أن لبنان "رسم حدوده على أساس اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار وأرسل خارطة بها إلى الأممالمتحدة" العام الماضي. وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي صادق خلال جلسته أمس على خرائط الحدود البحرية الشمالية في البحر المتوسط التي ستقدمها إسرائيل إلى الأممالمتحدة ردا على الطلب اللبناني بالحصول على ملكية جانب من هذه المنطقة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله خلال النقاش: "إن خط الحدود البحرية الذي عرضه لبنان على الأممالمتحدة يتعارض والاتفاق الذي وقع عليه لبنان مع قبرص قبل أربع سنوات ولا يتماشى مع الاتفاق المعقود بين إسرائيل وقبرص". وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى رسم خط الحدود البحرية حسب القوانين البحرية الدولية، زاعما أن "هذا الخط يحدد الحقوق الاقتصادية للدولة بما في ذلك حقوق استغلال الثروات الطبيعية في البحر". إلى ذلك أكدت المحكمة الخاصة بلبنان أمس أن الشرطة الدولية عممت مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة في حق المتهمين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، على كل الدول الأعضاء في الإنتربول. وقال المتحدث باسم المحكمة مارتن يوسف "يمكنني أن أؤكد أن المحكمة طلبت من الإنتربول إبلاغ كل الدول بمذكرات التوقيف في حق المتهمين في اعتداء 15 فبراير 2005، وذلك بناء على طلب من مكتب المدعي العام". وأوضح أن الإنتربول عمد على الإثر إلى تعميم "النشرة الحمراء" في حق المتهمين الذين كانت المحكمة الدولية لا تزال تتحفظ عن نشر أسمائهم. وقال "إن مذكرات التوقيف الدولية لن تنشر، لأنها لا تزال سرية". وكان لبنان تلقى أول من أمس، التعميم ب"النشرة الحمراء" الصادرة عن الإنتربول في حق أربعة عناصر من حزب الله هم: قائد العمليات الخارجية في حزب الله مصطفى بدر الدين، وسليم العياش وأسد صبرا وحسن عنيسي. والرجال الأربعة متوارون عن الأنظار منذ زمن بعيد، بحسب ما يقول مقربون منهم.