استنفرت الشؤون الصحية في جدة أول من أمس جميع كوادرها تأهبا للآثار المتوقعة للعاصفة الترابية التي شهدتها، وتسببت في تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر أحيانا، مما أدى إلى إيقاف حركة الملاحة في ميناء جدة الإسلامي فيما لم تؤثر على حركة الملاحة الجوية. وأفاد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداود أن الشؤون الصحية تتابع عن كثب مجريات العاصفة الترابية ومدى تأثيرها على سكان جدة، خاصة مرضى الجهاز التنفسي، لافتا إلى التوجيه بفتح جميع أقسام الطوارئ بمستشفيات المحافظة لاستقبال أي حالات حرجة وسرعة تنويم أي حالات يستدعي علاجها مدة طويلة. من جهته، أكد مدير مستشفى الأطفال والولادة بالمساعدية الدكتور كمال عبدالله أبو ركبة أن المستشفى اعتمد على جدولة عدد كبير من الأطفال تحسبا لدخول شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى رفع حالة الطوارئ للقصوى، حيث كلف استشاريي وأطباء الأمراض الصدرية والحساسية لتغطية طوارئ الحالات التي يستقبلها المستشفى. وأشارت مديرة الطوارئ بالمستشفى الدكتورة معتوقة قاضي إلى استقبال قسم الطوارئ عددا من الأطفال والرضع الذين يعانون من نوبات ربو، لافتة إلى تقديم العلاج المناسب لهم، موضحة أن إدارة المستشفى اتخذت كافة الإجراءات لتأمين أجهزة التنفس والكوادر الطبية كإجراء احتياطي لأي طارئ. إلى ذلك، كشف مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي، أن العاصفة الترابية تسببت في توقف الحركة الملاحية في الميناء منذ ساعات الصباح الأولى أمس، فيما استمرت الحركة داخل الميناء، مشيرا إلى أن هناك 12 باخرة داخلة وخارجة إلى الميناء أوقفت حركتها. من جانبها، أرجعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حدوث العاصفة الترابية التي شهدتها جدة أول من أمس، إلى الكتلة الهوائية الدافئة والرطبة المتمركزة في جنوب غرب الجزيرة العربية. وأوضح نائب رئيس التوقعات بالرئاسة حسن ميرة ل "الوطن"، أن رياحا جنوبية نشطة صاحبت امتدادات الكتلة الهوائية، مشيرا إلى أنها دافئة ورطبة مما يجعل الإحساس بالحرارة أعلى مما هو مسجل، لافتا إلى أن نهاية شهر أغسطس ستشهد تدنيا في نسبة الرطوبة، مما سيجعل الإحساس بالحرارة موافقا لدرجة الحرارة الفعلية. وأضاف أن الرئاسة أصدرت تنبيها وتحذيرا لعدد من الجهات الحكومية وبثتها عبر موقعها الإلكتروني، مشيرا إلى أن الجو يتغير بتغير المؤثر وهي الكتلة الهوائية المتوقع تغيرها خلال اليومين المقبلين. وقال إن الكتلة يصاحبها ما يسمى بالخط الفاصل المداري الذي يتصف بالعوالق الترابية وتكون السحب الرعدية ممطرة، حيث لا يستبعد تكونها على مرتفعات عسير والباحة وتمتد على مرتفعات منطقة مكةالمكرمة، مشيرا إلى تأثر مرتفعات عسير والباحة بهذه العوالق الترابية، متوقعا طقسا حارا وشديد الحرارة على بقية المناطق مع وجود العوالق الترابية على أجزاء من المنطقة الشرقية.