سيطر الثوار الليبيون صباح أمس على قرية جوش في جبل نفوسة في غرب ليبيا، وبدؤوا الزحف نحو الغرب للسيطرة على بلدة تيجي على الطريق إلى العاصمة طرابلس، بعد أن عين المجلس الوطني الانتقالي اللواء سليمان محمود العبيدي خلفا للواء عبد الفتاح يونس، فيما أعلن الحلف الأطلسي أنه يسعى لإنهاء حملته الجوية في ليبيا بنجاح وفي أسرع وقت ممكن رغم تقلص وسائله بعد سحب المقاتلات النرويجية وحاملة طائرات إيطالية. وتنهي النرويج رسميا اليوم مشاركتها في عملية "الحماية الموحدة" التي كانت واحدة من الدول الثماني التي شاركت فيها منذ أربعة أشهر، وبذلك نفذت مقاتلاتها ال"أف-16" الأربع الأخيرة آخر طلعاتها أمس، بعد أن أوضحت أوسلو أنه لم يعد بإمكانها الاستمرار أكثر من ذلك في مثل هذه المهمة الثقيلة. ويقول الأطلسي إن انسحاب المقاتلات النرويجية لن يؤثر على إيقاع سير العملية الجوية التي تجري حاليا بواقع نحو مئة طلعة يوميا، نصفها لتوجيه ضربات، حيث عززت لندن مساهمتها في المهمة بإضافة أربع مقاتلات تورنيدو مما يعوض عمليا انسحاب الطائرات النرويجية، علاوة على ذلك قررت إيطاليا هذا الأسبوع تقليص بعثاتها العسكرية في الخارج إلى حد كبير بعد أن استعادت حاملة طائراتها جاريبالدي من ليبيا. ومع بدء نفاد صبر الحلفاء، اعتبر قائد أركان الجيش الأميركي أن الحلف الأطلسي يواجه حاليا "مازقا" في ليبيا، لكن الأميرال مايكل مولن قال إنه "على المدى البعيد أعتقد أنها استراتيجية ناجحة وستتيح طرد القذافي من الحكم". وأمس أكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه أن فرنسا ستواصل عملياتها العسكرية في ليبيا و"لن تخفف الضغط" على القذافي. وأبلغ الوزير صحيفة "جورنال دو ديمانش" أنه "إذا شعر القذافي ولو قليلا بأن الوقت يلعب لصالحه فإنه سيستخدم هذه الورقة إلى أقصى حد". وأضاف "سنواصل مهمتنا مهما استغرقت من وقت وبذلك نسهل التوصل إلى تسوية تفاوضية. نقول للقذافي إننا لن نخفف ضغوطنا ولمعارضيه إننا لن نتخلى عنهم". وفيما، توعد القذافي مجددا حلف شمال الأطلسي بالهزيمة، مؤكدا أن الحملة العسكرية التي يشنها الحلف ضد قواته لن تنجح في تحقيق هدفها وأنه لن يتراجع أبدا في هذه المعركة، أكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ليل السبت الأحد وجود اتصالات بين النظام الليبي وأعضاء في المجلس الوطني الانتقالي. وقال الكعيم خلال مؤتمر صحفي "هناك اتصالات مع محمود جبريل (المسؤول الثاني في المجلس) ومع علي العيسوي (مسؤول العلاقات الخارجية) ومع (رجل الدين النافذ الشيخ) علي الصلابي وآخرين". وأضاف "هناك آخرون حاولوا خلال الأسابيع الماضية الاتصال برئيس الوزراء أو بوزراء آخرين".