أصبحت رؤية طائرات الهليوكبتر في أجواء منطقة عسير أمراً مألوفاً واستمراراً لمبادرة السياحة الجوية الأولى من نوعها في المملكة، إلا أن الجديد هذا العام أن هذه الطائرات باتت تغطي مساحات أكبر وأوسع من ذي قبل، حتى شملت أغلب محافظات منطقة عسير، كما أنها أصبحت تستوعب أعداداً كبيرة من محبي السياحة الجوية وهواة ركوب الطائرات المروحية "الهليوكبتر"، والتي توفر متعة حقيقية للسياح وقصة مشوقة لا يعرفها إلا من حلق بواسطة الطائرات وتجول بين السحب والضباب، وشعر كما لو أن يديه قادرتان على مصافحة الأشجار والمرتفعات الشاهقة التي تمر الطائرة بجانبها. يقول مسؤول الطيران العمودي وصاحب الفكرة المستشار في علوم الطيران الدكتور محمد آل مسفر :"إن فكرة السياحة بالجو فكرة جديدة وقد نالت إعجاب زوار عسير، وفي هذا العام ازداد الإقبال على السياحة الجوية، مضيفاً "وفرنا طائرة هليكوبتر تتسع من 10 إلى 15 شخصاً، تقل السياح في رحلة جوية يومية، فقد كان التحليق لأماكن معينة في أبها، والآن أصبح التحليق يشمل كافة مناطق عسير ومحافظاتها وقراها وجميع الأماكن السياحية في المنطقة. ويشير إلى أن المروحية تحتوي أربعة مقاعد خلفية واسعة يتسع كل منها لراكبين أو ثلاثة، بالإضافة إلى مقعد منفرد بجوار الطيار، حيث تبدأ الرحلة من الساحة التي أمام جامعة الملك خالد بالقريقر، ويبدأ التجول على منازل أبها وحدائقها وأبها الجديدة والجبل الأخضر وتهامة وغيرها من الأماكن المختلفة. وقال إن السياح من دول مجلس التعاون الخليجي يحضرون بين يوم وآخر للاستمتاع بالتحليق بواسطة الطائرات، وقد أبدوا إعجابهم بهذه الفكرة، وقد أصبح البعض يلجأ إلى الحجز في وقت مبكر للاستفادة من السياحة الجوية، وخاصة مواطني دول الإمارات والكويت وقطر، وبعضهم يقوم بالحجز قبل سفرهم من بلدانهم الأصلية باتجاه المملكة، وقبل وصولهم إلى أبها. وعن نوع الهليكوبتر قال :" إنها مروحية من طراز 412 دل، وهي قادرة على الطيران حتى ارتفاع 20 ألف قدم، ولكن يتم التحليق بها فقط على ارتفاع 1000 قدم، حتى يكونوا قريبين من الناس والأرض، وحتى يستمتعوا بمشاهدة المناظر الطبيعية والحدائق والمتنزهات الطبيعية وغيرها من المعالم السياحية في المنطقة، مؤكداً أنه وبسبب كثرة الإقبال على هذه الرحلات فإنه يتم التحليق بدءاً من الساعة 3 عصراً وحتى 10 مساء، بالإضافة إلى الفترة الصباحية من الساعة 9 صباحاً إلى 12 ظهراً. وعن مدة التجوال قال تتراوح من 20 دقيقة إلى نصف ساعة داخل أبها وخميس مشيط، وفي حال طلب السائح التجول في مناطق أخرى كأحد رفيدة والحبلة والفرعاء والعقبة فإنها تزيد المدة، ويؤخذ على الشخص الواحد 250 ريالاً. وأشار إلى أن السعر والمبالغ النقدية التي تؤخذ على الرحلات تصرف على صيانة الطائرة "الهليوكبتر" وتصرف على البنزين حيث إن سعره مرتفع، فهي تكلفة محسوبة. وعن عدد الأيام التي تستمر فيها السياحة الجوية قال :"شهر يوليو كاملاً أما عن عدد الرحلات فهي 11 رحلة مسائية يومياً، كما توجد رحلات خاصة لمناطق معينة من عسير تأتي بحسب الطلب". وعن جديدهم في التحليق قال: "بإمكاننا النزول والهبوط إلى أماكن المتنزهات والحدائق العامة إذا رغب السائح أو الراكب بذلك، رغم أننا إلى الآن لم نجد طلباً من ذلك منذ أن بدأنا، حيث يفضل الجميع التحليق بدون توقف، ويتمنى الاستمرار دون النزول مرة أخرى للأرض. وأكد آل مسفر أن الفكرة جاءت بدعم من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد ويديرها فريق من أفضل الطيارين الذين يتمتعون بالخبرة الواسعة، والقدرة العالية في تحديد المسارات الجوية. من جهته، بين المدير التنفيذي لجهاز السياحة في عسير، أمين عام المهرجان عبد الله مطاعن:"أن تجربة السياحة الجوية جذبت العديد من السياح من الخارج؛ لأنها لأول مرة تنفذ في المملكة وفي الخليج، لافتاً إلى عزم إدارة المهرجان تكرار التجربة في الأعوام المقبلة، وكذلك الحرص على تطويرها بطرق متنوعة، مع إتاحة إمكانية التحليق لفترة أطول".