شهدت منطقة عسير لأول مرة رحلة للطيران العمودي، مخصصة للمواطنين في منطقة عسير، بغرض التعرف على المناطق السياحية في المنطقة، أشرف عليها المستشاران في علوم الطيران الدكتور محمد آل مسفر، والدكتور أحمد باسنبل، بدعم من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، ووكيل الإمارة المهندس عبدالكريم الحنيني. شهدت "الوطن" التجربة، ونقلت الحدث من أعلى مرتفعات عسير بين السحاب والضباب عبر طائرة "الهيلوكبتر" المخصصة للرحلات الجوية الخاصة. كانت هذه الطائرة الوحيدة التي أعدت للتجربة من قبل أصحاب الفكرة، بحيث لو نجحت سيزاد عدد الطائرات في السنوات القادمة، وكان يقودها فريق من اكفأ الطيارين الذين يتمتعون بالخبرة الواسعة. الطائرة من طراز "بل جيت 206"، وهى مزودة بإمكانية الطيران للخلف أو الجنب، فضلا عن إمكانية الوقوف فى الجو، مما يضفي على الرحلة المزيد من التميز والإحساس بالمغامرة. صعدنا فوجدنا أمامنا مقعدين كبيرين يكفيان لثلاثة اشخاص، ومقعدا أماميا بجانب الطيار، جلسنا بعد ارتدائنا السماعات التي تحمي الأذن من صوت المحرك القوي، كانت هناك نافذتان، واحدة في يمين الطائرة، والأخرى في يسارها، حلقت الطائرة بصورة تدريجية، ولم تمنع السماعات الاسفنجية التي وضعناها في آذاننا من تسلل صوت المحرك القوي الى رؤوسنا، كان كادر الطائرة يتفاهمون فيما بينهم بالإشارات، بينما يغرق كل منا في تفكيره مع الجو من السماء من فوق عسير. أقلعت الرحلة من مهبط طائرات الهيلوكبتر بالقرب من مطار أبها، وحلقت الطائرة على ارتفاع منخفض في جو من الأمان والراحة، ومدة التحليق في الجو عبر الهيلوكبتر تحدد حسب الاختيار، فأقل مدة هي عشرون دقيقة، وبعدها نصف ساعة، وأطول مدة ساعة تقريبا. حلقنا فوق مطار أبها، وتنقلنا بين الأماكن بسرعة، ومررنا على منازل وبيوت عسير، وعلى حديقة أبها الجديدة، ومركز أبها مول، وعسير مول، والتلفريك، وتهامة، والجبل الاخضر، وبالتدريج أصبحت مدينة أبها صغيرة من الأعلى، وبين الحين والأخرى نحاول أن ننظر من خلال النافذة اليسرى أو اليمنى من الطائرة لا نرى إلا الضباب والسحب، كنا ننظر إلى ساعاتنا، بينما طائرة الهيلوكبتر ما تزال تقطع المسافات الجوية، كان قد مضى على تحليقنا نصف ساعة، ولو مررنا تلك الأماكن جميعها بالسيارة لاستغرق منا ذلك ثلاث ساعات على الأقل. واعتقدت لوهلة أن قائد الطائرة والطاقم والمسؤولين عن هذه الرحلة الدكتور محمد المسفر، والدكتور أحمد سنبل قد سلكوا خطوطا أخرى بسبب خبرتهم في القوات الجوية، فقمت لأنظر من خلال النافذة في نهاية الرحلة، وكان حزننا أن رحلتنا الطويلة القصيرة قد شارفت على الانتهاء، حيث مر الوقت بسرعه لخفة الرحلة الجميلة. فتحت بوابة مؤخرة الطائرة ونزلنا، كانت الأجواء جميلة رغم قوة صوت المحرك، وعند النزول أشير الينا بخفض رؤوسنا والإمساك بأوراقنا وكاميراتنا حتى نبتعد عن الطائرة، وكانت رحلة ممتعة وتجربة جميلة وفريدة من نوعها. من فوق السحاب ومن فوق عسير كل شيء في المدينة قد تغير، بيوتها ووجوه ناسها شوارعها وملاعبها، كل شيء بدا من فوق أجمل. ودعا المسؤولون عن الرحلة زوار أبها والمواطنين وسكان عسير إلى خوض هذه التجربة، والتحليق في سماء عسير المتجددة دائما، ذلك على متن طائرة الهيلوكبتر. ويقول المستشار في علوم الطيران الدكتور محمد آل مسفر ل"الوطن" "بحكم خبرتنا في الطيران، وعملنا في القوات الجوية فترة طويلة، فكرنا في عمل خدمة لأهالي منطقة عسير كفكرة مميزة وفريدة من نوعها، وكان لدينا مجموعة من الطائرات الخاصة التي نؤجرها لرجال الأعمال، وأردنا أن نستفيد من وجود الطائرات، فاقترحنا على أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد عمل هذه التجربة في عسير، فرحب بالفكرة ودعمنا، ومنها كانت انطلاقتنا". وأضاف "وفرنا طائرة من نوع 206 بيل جيت، وهي تعتبر الأكثر استخداما على نطاق واسع من الطائرات، ليتجول فيها المواطنون عبر الهيلوكبتر، والتجوال جوا، للتعرف على المناطق السياحية بالمنطقة، وتعتبر فرصة للمصطاف التمتع بالمناظر الجميلة والخلابة عن قرب لمدينة أبها". وأضاف زميله المستشار في علوم الطيران الدكتور أحمد باسنبل أن الطيران المدني بمطار أبها قدم لنا التسهيلات لتنفيذ هذه الفكرة على أرض المطار"، مضيفا بأنه إذا نجحت الفكرة هذا العام، سوف نقدمها على نطاق أوسع في الأعوام المقبلة، كما أنها سوف تعمم في بعض مناطق المملكة .