أكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي التزام الجيش بالتحول الديموقراطي لمصر، وإقامة انتخابات نزيهة، وإقرار الدستور وترسيخ أركان الدولة الديمقراطية التي تعزز الحريات وحقوق المواطنين، من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ووضع دستور جديد للبلاد. جاء ذلك خلال كلمة تلفزيونية وجهها للمواطنين بمناسبة ثورة 1952. وقال طنطاوي في كلمته "إن تماسك جبهتنا الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية كي نواجه التحديات، ونحن عازمون على بناء مصر دولة مدنية حديثة، فضلاً عن ترسيخ أركان الدولة الديمقراطية التي تعزز الحريات وتحفظ حقوق المواطنين من خلال انتخابات حرة نزيهة". وقال "شهدت مصر خلال الأشهر الستة الماضية أحداثا كبيرة وتحولات ضخمة في مسيرتها الوطنية شكلت مرحلة فاصلة في تاريخ شعبنا تحتاج لجهد كل المصريين لتزيد من قدرتنا على مواجهة تحدياتها وصعابها الطارئة التي لا تتحمل التردد أو أنصاف الحلول"، مشيرا إلى جهود احتواء التبعات الاقتصادية للثورة. وفيما أطلقت الشرطة الرصاص في الهواء وضربت محتجين أغلقوا طريقا رئيسيا في الإسكندرية أمس تجمع مئات المصريين في حي مصر الجديدة الراقي في العاصمة للمطالبة بالاستقرار وعودة الحياة الطبيعية. ونفى المجلس الأعلى في بيان على صفحته على موقع فيس بوك "استخدام العنف ضد المتظاهرين"، واتهم حركة شباب ستة أبريل بالسعي إلى الوقيعة بين الجيش والشعب. إلى ذلك اتهم المجلس العسكري أمس حركة 6 أبريل بمحاولة إحداث الوقيعة بين الشعب والجيش، وزرع الفتنة بعد أن حاول بعض أعضائها التوجه بمسيرة إلى وزارة الدفاع للإعراب عن شجبهم لطريقة إدارة الجيش للمرحلة الانتقالية، إلا أن الشرطة العسكرية والعربات المصفحة اعترضت طريقهم ومنعتهم. ودعا الجيش كافة فئات الشعب "إلى الحذر وعدم الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعى لتقويض استقرار مصر والتصدي له بكل قوة"، وقد رفضت العديد من الأحزاب والائتلافات السياسية هذه الاتهامات. إلا أن المرشح الرئاسي المحتمل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح حذر من أن مطالب البعض بإقالة المجلس العسكري يمكن أن تحول البلاد إلى فوضى كبيرة. في سياق منفصل اعتقلت القوات المسلحة المصرية أمس 17 شخصاً بينهم 6 من بنجلاديش لدخولهم منطقة عسكرية ومحاولتهم العبور إلى ليبيا بشكل غير قانوني. وأحالتهم إلى نيابة السلوم العسكرية للتحقيق معهم. كما استقبل مطار القاهرة أمس 170 مصرياً من العائدين من ليبيا على متن طائرة خاصة من مطار جربة بتونس، وأعلنت مصادر أمنية بمطار القاهرة عن وصول 14 ليبياً بصحبة المصريين العائدين من هناك، وتم السماح لهم بدخول مصر.