تفرق جيش المهدي التابع لرجل الدين العراقي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر إلى عشرات الجماعات التي تنفذ اغتيالات منهجية لمسؤولين عراقيين لصالح أطراف أجنبية, حسبما ذكر مسؤولون في الحركة الصدرية ومسؤولون أمنيون. وتحول جيش المهدي الذي حارب القوات الأمريكية بعد غزو العراق عام 2003 إلى عصابات إجرامية صغيرة مدربة ومسلحة جيدا تتورط في أعمال قتل وخطف وابتزاز بالأجر لصالح أصحاب مصالح ورجال أعمال ووكالات حكومية خاصة في بغداد. واستنكر أيضا الصدر الذي يقود جيش المهدي ويتزعم الكتلة السياسية الصدرية ما تفعله الجماعات المنشقة ووصف أفرادها بالقتلة والمجرمين، ودعا قوات الأمن العراقية والقبائل إلى طردهم. وقال رئيس هيئة أركان عمليات بغداد اللواء الركن حسن البيضاني: إن هذه الجماعات تحولت إلى مرتزقة ليس لها أيديولوجية ولا أجندة محددة. وأضاف: إن هذه الجماعات ليس لها اتصال بمكاتب الصدر ولا بمقتدى الصدر نفسه. وقرر الصدر نزع سلاح جيش المهدي بعدما تمكنت قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي تدعمها القوات الأمريكية من هزيمته في بغداد ومدن جنوبية في 2008 . وأوضح مسؤولون في الحركة الصدرية ومسؤولون أمنيون عراقيون أن جماعتي عصائب الحق وكتائب حزب الله هما أكبر جماعتين منشقتين عن جيش المهدي، لكن عشرات الجماعات الاخرى انشقت أيضا وتعمل كمرتزقة وتنفذ أعمال قتل لصالح جهات داخل وخارج العراق. وقال قيادي صدري كبير مقرب من مقتدى الصدر طلب عدم ذكر اسمه «أصبحوا ذراعا للمخابرات تستخدمها إيران للتخلص من معارضيها في العراق.» وقالت مصادر صدرية إن الجماعات تتلقى التمويل والتدريب من إيران. وقال القيادي في الحركة الصدرية «المشكلة هي أن مقتدى الصدر لا يأمر بتصفية هذه الجماعات. إنه يخشى التمرد بين أبناء الطائفة الواحدة. «ولا يريد أيضا أن يصطدم مع الايرانيين الان. الحركة (الصدرية) مازالت بحاجة لهم.»