دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره إلى توقيع «وثيقة عهد ومناصرة»، حضهم فيها على عدم استغلال مبدأ «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للضغط على الحريات، أو تصفية حسابات». وتضمنت بنود الوثيقة «عدم إيذاء الآخرين باللسان واليد إن كانوا عراقيين أو غيرهم والسعي إلى مكافحة الفساد بالأدلة والحجج، وأن يتخذوا من الثالوث المشؤوم (أميركا وبريطانيا وإسرائيل) عدواً وحيداً». ونص أحد البنود على أن «مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب مقدس» لكن تطبيقه يتم عندما «يكون الطرف الآخر متوقع الامتثال» و «أن لا يكون ذلك الفعل بالصورة التي تشوه هذه الشعيرة بحيث تنفر الطرف الآخر». وكان الصدر رد على استفسار من اتباعه نشر على احد مواقع «مكتب الشهيد الصدر» الإلكترونية عن لبس النساء السراويل (البنطلون) أمام عامة الناس كما في الأسواق والجامعات فقال:»يمكن ذلك عدا إن كان ضيقاً أو قصيراً أو ملفتاً للنظر». وشهد جنوب العراق في السنوات الماضية فرض قيود مشددة على حرية المرأة. وكتبت جماعات شيعية متشددة تهديدات بقتل من لا ترتدي الحجاب. وسجلت الحكومة مقتل مئات النساء في محافظة البصرة (490 كم جنوب بغداد) بين عامي 2006 و2008 قبل إطلاق عمليات «صولة الفرسان» التي استهدفت المجموعات المسلحة في المحافظة ومدن جنوب البلاد. ونصت الوثيقة أيضاً على «منع استخدام مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حجة لتصفية غريمي ومن له معي مشاكل اجتماعية». وتشهد الحياة العامة العراقية صراعاً كبيراً على المناصب الحكومية تحول بعضها إلى تصفيات جسدية. ودعت الوثيقة إلى «مكافحة الفساد بإيصال الأدلة والحجج على ذلك». واشترط الصدر على مريديه أن «يكون الثالوث المشؤوم هو عدوي الوحيد شرط أن تكون المقاومة العسكرية حكراً على المتخصص فقط». إلى ذلك «رويترز»، قال مسؤولون في تيار الصدر ومسؤولون أمنيون إن «جيش المهدي» انفرط عقده وأصبح عشرات الجماعات التي تنفذ اغتيالات منهجية لمصلحة أطراف أجنبية. وتحول «الجيش» الذي حارب القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003 إلى عصابات صغيرة مدربة ومسلحة جيداً تتورط في أعمال قتل وخطف وابتزاز بالأجر لمصلحة أصحاب مصالح ورجال أعمال ووكالات حكومية . واستنكر الصدر ما تفعله الجماعات المنشقة عنه ووصف أفرادها بالقتلة والمجرمين ودعا قوات الأمن والقبائل إلى طردها. وقال رئيس هيئة أركان العمليات في بغداد اللواء الركن حسن البيضاني إن هذه الجماعات «تحولت إلى مرتزقة ليس لها أيديولوجية ولا أجندة محددة». وأضاف إن هذه الجماعات ليس لها اتصال بمكاتب الصدر ولا بمقتدى الصدر نفسه. وقرر الصدر نزع سلاح «جيش المهدي»، بعدما تمكن الجيش بدعم القوات الأميركية من هزيمته في بغداد ومدن جنوبية في 2008. وأصبحت الحركة الصدرية قوة تنتمي إلى التيار السياسي الرئيسي في العراق لكن مصادر تقول إن الكثير من مقاتليها يواجهون صعوبات في التأقلم مع الحياة العادية. وقال كمال، وهو قائد في «جيش المهدي» «إنهم معتادون على القتل والقوة ولا يمكنهم التخلي عنها.» وفي أوج الاقتتال الطائفي في العراق (2006-2007 ) كانت الولاياتالمتحدة ترى «جيش المهدي» من أكبر التهديدات للأمن بسبب مقاتليه الشبان الذين يحملون قاذفات الصواريخ ويحاربون القوات الأميركية والعراقية في الشوارع. وحققت قوات الأمن نجاحات لكن المتشددين صعدوا هجماتهم، بينما تستعد القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق بحلول نهاية العام الجاري بعد أكثر من ثماني سنوات على إطاحة الرئيس الراحل صدام حسين. وقال مسؤولون أمنيون إن «جماعات سنية وشيعية تنفذ أعمال قتل لكن ميليشيات شيعية تخشى عودة حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام هي المسؤولة عن موجة هجمات استهدفت ضباطاً في الجيش والشرطة في بغداد». وأكد ضابط كبير طلب عدم ذكر اسمه أن»وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني مخترقة بالكامل للأسف يمكنهم أن يمسكوا بأي شخص في بغداد.»