على الرغم من أن فعاليات "جدة غير" تصل إلى 200 فعالية، إلا أن أكثر ما يلفت الانتباه هذا العام هو المشاركة غير الرسمية لذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى في فعاليات المهرجان. ربما يتبادر لذهنك للوهلة الأولى أن وراء مشاركتهم أهدافا كثيرة، ليس من ضمنها تنشيط السياحة، إلا أن وليد بامفلح أحد المشاركين أكد أن الهدف من مشاركتهم هو إبراز وجه عروس البحر الأحمر بالشكل الأفضل أمام زائريها، مشيرا إلى أن إعاقته المتمثلة في فقدان بصره لم تمنعه وزملائه الذين يعانون من إعاقات مختلفة من المشاركة عبر عرضهم لأعمال فنية صنعتها أناملهم الغضة. ودعا الجهات المختصة إلى إنشاء مقر لدعم الفنون التي تجعل من ذوي الإعاقات أصحاب مهن وحرف يعتمدون عليها في تفريغ طاقاتهم الحيوية، مشيرا إلى أنه كان من أسعد المشاركين في الفعاليات، متمنيا أن تستمر لفترات أطول، وأن العمل الذي قدمه هو لوحة باسم فريق "الحياة أمل" الذي يجمعه وأصدقاءه من ذوي الاحتياجات والمعاقين. وأعرب عن سعادته لما أبداه السياح من إعجاب للوحته التي عرضها في القرية التراثية، وثنائهم على أعمال زملائه المشاركين في غالبية المراكز التجارية، مقدما شكره لكل من دعمهم في إنجاز تلك الأعمال. وتعد مشاركة 30 شابا وطفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة بعرض 25 لوحة فنية في المراكز التجارية المشاركة في فعاليات المهرجان والقرية التراثية، تجربة ثرية لنجاح البرامج الترفيهية، من خلال إبراز صورة المواهب الشبابية لذوي الاحتياجات الخاصة. من جهتها، اعتبرت منسقة فريق "جروب الحياة أمل" كوثر إسماعيل أن التجربة نجحت بدعم الفنانين للمعاقين، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تعد الأولى لأعضاء الفريق في صيف جدة، مؤكدة حرصهم على تحديهم لإعاقتهم. وأفادت أن المشاركات كانت عبارة عن لوحات للمناظر الطبيعية ورسومات سحرية لحياة المجتمع الحجازي قبل 40 عاما، حيث تجسد مكنونات الحياة وما كان يستخدمه الأجداد في حياتهم اليومية، مشيرة إلى رسم الفريق "لوحة العدل"، وهي عبارة عن ميزان العدل مكتوب عليه لفظ الجلالة وعلم المملكة. وأشارت إلى أن مجموعتها أسست قبل عامين، مشيرة إلى أنها تلتقيهم في أماكن متفرقة لعدم توفر مركز لدعمهم، وأن الهدف من تكوينها هو إخراج هذه الفئة من منازلهم ودمجهم بالمجتمع، لافتة إلى وجود تنسيق مع الجمعيات التي ترعى المعاقين.