لليمنيين حضور واضح هذا العام في فعاليات المهرجانات السعودية، حيث يشاركون بصفة رسمية في فعاليات مهرجانات جدة وأبها والطائف، في خطوة منهم "لإثبات العمق التراثي" في الجمهورية التي تتعرض منذ أكثر من خمسة أشهر لأعتى أزمة سياسية شهدها اليمن السعيد. ويقول رئيس القسم الإعلامي بقنصلية اليمن بجدة أحمد الذهباني: تأتي المشاركة اليمنية الرسمية في مهرجانات الصيف السعودية، عرفانا "بالموقف السعودي المشرف" من الأزمة اليمنية والاستضافة العلاجية للرئيس علي عبدالله صالح. وأضاف في تعليق خاص إلى "الوطن": أن مشاركة التراث اليمني في هذه المهرجانات لا تأتي في سياق الترويج السياحي أو تنشيطه، نظرا لعدم استقرار الحالة الأمنية في الجمهورية اليمنية، لكنها تأتي تأكيدا على الموقف "المشرف للقيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والقيادة السياسية عموما في سعيها الدؤوب والمستمر لرأب الصدع بين الفرقاء السياسيين في اليمن. وأشارت المشرفة على الجناح اليمني في القرية التراثية بمعرض الحارثي بجدة آسيا الروني في حديثها ل"الوطن" إلى أن المشاركة اليمنية في المهرجانات السعودية تأتي لتعميق وتأصيل التراث اليمني في عقول أبناء الجالية اليمنية الكبيرة في المملكة، ولمعرفة تاريخهم الأصيل. وأضافت: أن شكل المشاركة يتنوع ما بين عروض فلكلورية غنائية والإنشاد اليمني التقليدي إلى جانب عروض أزياء تراثية، وكذلك عروض فنية مثل الزفة اليمنية وعرض الأواني والمشغولات الفضية وبعض المنتجات الشعبية التي تعبر عن عبق التاريخ الحضاري لليمن. وأشارت إلى أن الطفلة لجين الحرازي قدمت أزياء بألوان زاهية للتراث اليمني الخاص بالاحتفالات والأعياد، مضيفة "ما أذهلنا أن الجمهور السعودي تعاطف مع آلامنا وأحزاننا من خلال العروض التي قدمت للحاضرين الجناح اليمني بالمعرض". فيما اعتبر المنسق الإعلامي للعلاقات العامة بالجناح اليمني محمد البرعي أن المشاركة اليمنية بالقرية رائعة، حيث تربط المملكة واليمن علاقات أخوّة و جوار، مضيفا: أن العرض الثري الذي قدمته الفرق اليمنية المشاركة حظي بإعجاب جميع الزوار. وتتنوع الحرف التقليدية في اليمن بتنوع العادات والتقاليد وأنماط الحياة اليمنية بين سكان الجبل والسهل، وبين منطقة وأخرى، ويظهر ذلك جليا من خلال الملابس التقليدية للرجال والنساء، وكذلك في الحلي والمجوهرات وأدوات الزينة والجنابي والكوافي القطنية والخيزران وأغطية الرأس المصنوعة من أوراق النخيل، وكذلك الأواني المنزلية مثل الفخار والمقالي. وفي مجال حرف البناء والعمارة نرى براعة وإتقان الحرفي اليمني جلية على واجهات القصور والمباني التاريخية والأسوار والقلاع والحصون باستخدام الأحجار والياجور واللبن والزابور والقمريات ومواد أخرى مثل النورة والجص والقضاض والقطرة. يذكر أن مدينة صعدة التاريخية تشتهر بالصناعات المكونة من خبث الحديد كأنصال الجنابي وأدوات الحراثة ودباغة الجلود والمصنوعات الجلدية وصناعة الحلي والمجوهرات خاصة الفضة، وكذلك صناعة الأواني المنزلية من سعف النخيل والفخار، وأهم ما يميز هذا الجانب هو تفرد أهلها بصناعة الأواني والأطباق الحجرية بما يعرف بالمقالي الصعدية.