خرج الهلال أمام الاتحاد في دوري أبطال آسيا ثم كأس خادم الحرمين الشريفين، وبرر مسؤولوه الأمر بالإرهاق الذي أصاب لاعبيه عقب موسم مزدحم بالاستحقاقات. وتواضع الاتحاد أمام الأهلي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال جراء كثرة المباريات التي خاضها في 4 مسابقات وسببت للاعبيه إجهاداً بدنياً كبيراً كما زعم جمهوره. وبدا الإرهاق والإجهاد عاملين مؤثرين للغاية في المراحل الأخيرة للموسم، وجاء ضغط مسابقات الدوري والكؤوس المحلية والاستحقاقات الدولية للمنتخبات السعودية لينعكس حالة تذمر على صعيد إدارات الأندية التي تأثر لاعبوها على مستوى العطاء الفني داخل الملعب في الموسم المقبل. وعلى الرغم من أن كثيرين رأوا أن ما يخوضه اللاعب المحلي يقل عن نظيره في الدوريات الأوروبية، إلا أن الخلافات بدت في أن المسؤولين في الدوريات الأوروبية يحرصون على توزيع الإجازات والمباريات بما يمنح اللاعبين فرصة كافية للحصول على الراحة الجسدية والنفسية، ناهيك عن الجنوح إلى اللعب بالفريق الرديف أو بالشباب لتوفير الراحة المطلوبة، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف نمط معيشة المحترف في أوروبا من حيث الالتزام والمراقبة والدقة عنه لدى اللاعب المحلي. ويرى استشاري جراحة الطب الرياضي البروفيسور الدكتور سالم الزهراني، أنه "من المهم جداً أن يحصل اللاعب على إجازة سنوية نهاية الموسم لا تقل عن 30 يوماً بالإضافة إلى فترات الأعياد، غير تلك الأسبوعية أثناء الموسم، والتأكيد على عدم المشاركة في مباراتين يقل الفارق الزمني بينهما عن 48 ساعة". ويؤكد الزهراني أن "عدم الحصول على الراحة الكافية التي يطلق عليها (الراحة السلبية)، يؤدي إلى تأثر اللاعب بدنياً من خلال إرهاق العضلات، ونفسياً من الضغوط التي يواجهها خلال الموسم، واجتماعياً لعدم قضاء الوقت الكافي مع الأهل والأسرة، وبالتالي يصاب بالإجهاد البدني والنفسي، ومع مرور الوقت يصل إلى مرحلة تراكمية لا يتمكن فيها من تقديم المستوى المطلوب وإكمال الموسم الرياضي بالفاعلية المطلوبة والنشاط البدني والذهني والمعنوية العالية". ويوصي الزهراني باللجوء إلى التقليل من عدد البطولات التي يشارك فيها اللاعب مع ناديه والحصول على فترات نقاهة لأنه يصل إلى وقت لا يستطيع فيه الأداء الفني اللازم ما يؤدي إلى خسارة الفريق لنهائيات مهمة بعد خوض تصفيات طويلة في عديد من المسابقات. ويضرب الزهراني مثلاً بناديي الهلال والاتحاد اللذين شاركا في كثير من البطولات هذا الموسم ومنها دوري زين للمحترفين وكأس ولي العهد ومسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ودوري آسيا للأندية المحترفة، معتبراً أن عدم تحقيق الاتحاد للفوز في النهائي الأخير أمام الأهلي كان نتيجة الجهد والإرهاق والملل الذي أصاب اللاعبين حتى إن البعض منهم اعتذر عن تسديد ركلات ترجيح. ويضع المحاضر في الاتحاد الدولي، المدرب الوطني الدكتور جاسم الحربي اللوم على لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكذلك الأمانة العامة التي كان يجب أن تتابع عمل اللجنة بتنظيم أفضل للمسابقات والوقوف على أخطائها في الموسم الذي يصفه بأنه استثنائي جراء سوء التنظيم الذي جعله يمتد إلى 11 شهراً، الأمر الذي لا يحدث في أي دولة في العالم. ويضيف الحربي "كان الأحرى بمدربي الأندية تلافي أخطاء اللجنة أو الأمانة العامة بعدم الاعتماد على 11 لاعباً فقط، وأن يلعب الجهاز الفني دوره في الموازنة بين مشاركات اللاعبين، بحيث يتم لعب بعض المباريات بالفريق الرديف أو الزج بصغار السن لإراحة الكبار، ووضع برنامج تكيف بينهم لعدم فقدان الانسجام المطلوب منذ مرحلة الإعداد التي تسبق المسابقة، وهذا سيساعد على خلق المنافسة بين اللاعبين الكبار والصغار بحيث سيتمسك اللاعب الأساسي بخانته ويخشى ضياعها منه، كما أنه سيساهم في صناعة نجم وكسب خبرة لمن هم على دكة البدلاء". ويتابع "من الطبيعي أن تحصل الأعضاء الفسيولوجية للجسم على الراحة لمدة 21 يوماً، لكن المشكلة أن هناك من حصل على راحة أقل بسبب مشاركات ناديه المتعددة هذا الموسم، وهذا سيؤثر حتماً على مستواه ونفسيته وتواصله الاجتماعي وواجبه الأسري، وكل هذه العوامل ستنعكس سلباً على الأندية في الموسم المقبل". ويستطرد "علينا أن نعلم أن توزيع الحمل أسبوعياً وشهرياً وسنوياً ثابت، يبدأ من الدرجة الخفيفة إلى المتوسطة إلى المرتفعة وأخيراً القصوى، والذي حدث أن لاعبي الهلال مثلاً وصلوا إلى المرحلة القصوى في اللياقة البدنية مما أثر على تقدمهم، كما أن كثرة المشاركات دون إجازات كافية تؤدي إلى قلة العطاء والإصابات والملل عند اللاعبين".