انتشر الجيش السوري أمس في قريتين بمنطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب (شمال غرب) حيث قام بحملة دهم وتفتيش. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال من لندن "اقتحمت 27 دبابة من الجيش السوري بلدة كفرحايا في جبل الزاوية بإدلب وقام الجنود بتفتيش المنازل والتنكيل بالأهالي وتحطيم أثاث منازل نشطاء مطلوبين على القوائم". وأضاف أن الجنود "قاموا أيضا بمصادرة أجهزة كومبيوتر وهواتف جوال من بعض المنازل". وتابع عبدالرحمن أن الجنود "اقتحموا بعدها قرية الزابور المجاورة وفعلوا الأمر نفسه من تفتيش ومداهمات". وجاءت هذه الحملة غداة مقتل 15 مواطنا برصاص قوات الأمن واعتقال أكثر من 200 شخص خلال التظاهرات التي عمت البلاد أول من أمس تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الأسد. وأوضح ناشط حقوقي أن الاعتقالات شملت مدن حمص ودمشق وريفها وبانياس وأدلب، مشيرا إلى أنه تم اعتقال أكثر من 12 ألف مواطن منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في مارس الماضي. إلى ذلك، أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس أن جنودا وعناصر من قوات الأمن السورية أكدوا أنهم أرغموا على إطلاق النار على المتظاهرين العزل تحت طائلة التهديد بإعدامهم إذا رفضوا ذلك. وأكدت المنظمة التي حصلت على شهادات 12 جنديا فارا لاجئين في لبنان وتركيا أن "المنشقين عن الجيش يؤكدون أن من يرفض إطلاق النار على المتظاهرين قد يعرض نفسه إلى القتل". وأفاد البيان أن "مسؤوليهم قالوا لهم إنهم سيقاتلون متسللين سلفيين وإرهابيين لكنهم فوجئوا بمتظاهرين عزل وتلقوا الأمر بإطلاق النار عليهم مرارا". وقالت المسؤولة في فرع هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط ساره لياه ويتسون إن "شهادات أولئك المنشقين دليل على أن المتظاهرين القتلى لم يسقطوا عرضا بل نتيجة سياسة قمع إجرامية قررها كبار المسؤولين السوريين لتفريق المحتجين". وفي المقابل استدعت الولاياتالمتحدة السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بعد ورود تقارير عن قيام موظفين بالسفارة السورية بتصوير متظاهرين في الولاياتالمتحدة ضد القمع في سورية، بحسب ما أفادت الخارجية الأميركية أمس. وأشار بيان إلى أن "السفير السوري استدعي الأربعاء من جانب مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أعرب له عن قلق الولاياتالمتحدة بعد معرفتها بأن أعضاء في السفارة السورية التقطوا صورا وتسجيلات مصورة لأشخاص شاركوا في تظاهرات سلمية في الولاياتالمتحدة". من جهة أخرى، توالى رفض أطياف المعارضة السورية حضور اللقاء الذي دعت إليه هيئة تنسيق مؤتمر الحوار الوطني، التي يرأسها نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع في دمشق اليوم، بسبب تصعيد عمليات القمع ضد المحتجين. وبينما لم توجه الدعوة إلى تيار "إعلان دمشق" المعارض، قالت مصادر كردية إن الأحزاب الكردية لن تشارك في الحوار أيضا، حيث تنضوي غالبية الأحزاب الكردية تحت تيار "إعلان دمشق". ووجهت السلطات دعوات لنحو 150 شخصا من المعارضة السورية، غير أن معظمهم أعلنوا اعتذارهم عن المشاركة.