تسبب "بيت شَعر" في مغادرة مواطن وعائلته المكونة من 7 أبناء وزوجته لمنزلهم بعد أن قررت أمانة جدة ممثلة في بلدية المطار فصل التيار الكهربائي عن المنزل الكائن في مخطط الحرمين منذ عام ونصف العام. يقول المواطن (خ.م) إن الكهرباء هجرت منزله الذي حصل عليه بعد جهد جهيد, وإنه تكبد خسائر تقارب 200 ألف ريال بسبب ذلك, حيث اصطحب أسرته وأضحى يعيش في الشقق المفروشة بسبب ذلك القرار الذي حرمه من منزله, حسب تعبيره. وأكد المواطن ل"الوطن" أن أمانة جدة فصلت الكهرباء عن المنزل بحجة بنائه بيتا من الشَعر على جزء من السطح الملاصق لشقته، مؤكدا أنه يملك تلك المساحة، ومفيدا أنه لم يقدم على بنائه إلا بعد أن شاهد بيوت شَعر كثيرة موجودة على أسطح البنايات المجاورة لمقر سكنه، ولم يُتخذ ضدها الإجراء نفسه الذي اتخذ في حقه. وبين المواطن أنه طرق جميع الأبواب لكي يعيد الكهرباء، لكن دون جدوى، مما اضطره إلى تقديم شكوى ضد الأمانة في ديوان المظالم وأفاد أن وكيل أمين جدة للخدمات المهندس خالد عقيل وجه بعودة التيار، لكن رئيس بلدية المطار التي يتبع لها مقر سكن المواطن يصر على عدم عودة الكهرباء للمنزل. وأفاد المواطن أنه يعيش حاليا في دوامة لا يعرف بدايتها ولا نهايتها، فعدد من محامي الأمانة أكدوا له أن بناء بيت شَعر لا يعد مخالفة تؤدي لقطع الكهرباء، فيما أكد له رئيس بلدية المطار أن الكهرباء لن تعود أبدا. ووفقا لرواية المواطن فإن القضية ظلت تتنقل بين أروقه ديوان المظالم لأكثر من عام ونصف العام مما أثر على حياته, وقال "أضحينا كالرحل لا نعرف لنا مقرا فأحيانا نسكن في شرق جدة وأخرى في الغرب، وكأننا نستكشف معالمها". كما أن هذا التنقل أثر على حياته الأسرية وعلى زوجته وأبنائه. الجهات المعنية بحل مشكلة هذا المواطن ما زالت تتقاذف المسؤولية عما حل له ولأسرته، فمن جانبه، يقول مدير القطاع الغربي في الشركة السعودية للكهرباء المهندس عبدالمعين الشيخ إن الشركة ليست مسؤولة عن فصل التيار عن شقة المواطن، مشيرا إلى أن الحالات التي تقطع فيها الشركة الكهرباء كتراكم فاتورة الكهرباء أو امتناع المواطن عن السداد، محملا الأمانة مسؤولية فصل التيار عن شقة المواطن. ورغم أن وكيل أمين جدة المهندس خالد عقيل، كتب بخط يده على إحدى شكاوى المواطن قبل عام – حصلت "الوطن" على نسخة منها- أن وجود بيت شَعر فوق شقته لا يعتبر مخالفة للنظام، ويجب أن تعاد الكهرباء لمنزل المواطن، موجها هذا الخطاب لرئيس بلدية المطار الفرعية، إلا أن المواطن ما زال عاجزا عن إيجاد من يحل مشكلته أو حتى من يقرأ خطابه. بدورها حاولت "الوطن" استيضاح أسباب إصرار الأمانة على معاقبة هذا المواطن، رغم اعترافها بأنه ليس مخالفا، وخلو نظام المخالفات البلدية من لائحة تعاقب من يبني بيت شَعر فوق منزله، إلا أن الأمانة آثرت الصمت، ولم تتجاوب مع الاتصالات المتكررة لاستيضاح هذه المشكلة، بما في ذلك رفض وكيل أمين جدة خالد عقيل الرد على الرسائل النصية التي أرسلت على هاتفه متضمنة كامل المشكلة.