أكد زعيم المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس أن المجلس يرحب بتقاعد الرئيس معمر القذافي ما دام سيستقيل رسميا ويقبل بإشراف دولي على تحركاته. وأضاف من مقره في بنغازي أنه تقدم بهذا الاقتراح قبل نحو شهر عبر الأممالمتحدة إلا أنه لم يتلق أي رد بعد من طرابلس. جاء ذلك وسط مؤشرات على تزايد قوة المعارضة بعد تلقيها أسلحة فرنسية، وإثر تحركات أفريقية تركية لحلحلة الأزمة. ويعد المعارضون لشن هجوم كبير خلال اليومين القادمين لاستعادة مناطق في جنوبطرابلس (خاصة بئر الغنم)، بعد أن ارتفعت معنوياتهم إثر تلقيهم أسلحة فرنسية ألقيت إليهم بالمظلات ودعم الغارات الأطلسية المتزايدة. في موازاة ذلك، توجه رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما إلى روسيا أمس لإجراء محادثات اليوم مع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا بدعوة من روسيا بصفته عضو في اللجنة التي شكلها الاتحاد الأفريقي حول ليبيا، كما أفادت وزارة خارجية جنوب أفريقيا أمس. كذلك شددت تركيا القريبة من النظام الليبي لهجتها في نهاية الأسبوع الماضي، وأعلنت أنها لن تعين بديلا من سفيرها في طرابلس. وأشارت إلى أنها ستطبق العقوبات الاقتصادية التي قررتها الأممالمتحدة في فبرابر الماضي وتستهدف رموزا في النظام ومصارف. وتمثل المؤشر القوي الآخر بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس لبنغازي. في هذه الأثناء كثف الحلف قصفه على تاجوراء ضاحية طرابلس الكبرى، في حين نظمت تظاهرة أول من أمس قرب مقر الأممالمتحدة في العاصمة ندد خلالها نحو 300 طفل "بعجز" المنظمة على "وقف آلة الحرب ضد المدنيين". من جهة أخرى، أكد رئيس النيجر محمدو إيسوفو أول من أمس أن الأزمة الليبية لها "تداعيات كارثية" على بلاده واقتصادها خصوصا، مشيرا إلى أن حوالى 211 ألفا من مواطنيه فروا من ليبيا منذ اندلاع أعمال العنف في منتصف فبراير الماضي. وفي الخرطوم، نفى الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أي علاقة للجيش بالعمليات العسكرية الدائرة الآن في ليبيا. وجاء النفي السوداني رداً على ما نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية التي أشارت إلى سيطرة الجيش السوداني على مدينة الكفرة الليبية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن السيطرة على الكفرة والقاعدة العسكرية القريبة منها يضمن موطئ قدم استراتيجيا للجيش السوداني بين النظام والمجلس الوطني الانتقالي المعارض الذي يسيطر على ساحل البحر الشرقي وسلسلة من معاقل الثوار. وأشارت إلى أن الجيش السوداني لم يعطل الجهود المبذولة لاستئناف إنتاج النفط في حقول النفط الجنوبية القريبة.