شرع قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي في عملية إعادة فرض النظام في العاصمة طرابلس التي دخلها مسلحو المجلس الأسبوع الماضي. وقال ناطق عسكري إن المجلس الانتقالي سيشجّع مقاتليه على العودة إلى بيوتهم أو التطوّع في صفوف القوات المسلحة. واشار رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، إلى أنه بصدد تشكيل لجنة تضمّ عدداً من الحكماء وشيوخ القبائل، الغرض منها دفع عملية المصالحة إلى الأمام. وأضاف إن المجلس سينتقل من بنغازي إلى طرابلس بكامل قياداته في الأسبوع المقبل، موضحاً أن المجلس سيحتقظ بفرع له في بنغازي، وأن اجتماعاً سيعقد مع زعماء القبائل والوجهاء في بنغازي للاتفاق على تأمين المدينة. من ناحية أخرى أعلن عبدالجليل عن الاتفاق على استمرار العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي «ناتو» حتى تتحرر ليبيا بالكامل ويتم العثور على القذافي، مضيفاً إن الغرض من ذلك هو الحفاظ على أرواح الليبيين. في غضون ذلك، دعا بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة دول العالم إلى مساعدة ليبيا على تخطي الوضع الانتقالي الذي تمرّ به. وقال بان فى مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الاسترالية كانبيرا «سنضمن استجابة سريعة من جانب الأممالمتحدة لأي طلب يتقدم به الليبيون». من جهة أخرى قلل عبدالحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس من خطورة انتشار الأسلحة في العاصمة الليبية، مؤكداً أن المجلس بصدد إقرار آلية لجمع الأسلحة. وقال بلحاج، إن العقيد معمر القذافي فتح باب التسليح أمام كثيرين من غير الكتائب الأمنية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الثوار يتعقبون هؤلاء لنزع أسلحتهم. ودعا رئيس المجلس العسكري في طرابلس كتائب الثوار إلى الخروج من طرابلس والالتحاق بجبهات أخرى، قائلا «إن دور كتائب الثوار التي جاءت إلى طرابلس من مناطق أخرى للمساعدة في تحريرها قد انتهى مع استتباب الوضع الأمني». استمرار العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسى «ناتو» حتى تتحرر ليبيا بالكامل ويتم العثور على القذافي، مضيفاً إن الغرض من ذلك هو الحفاظ على أرواح الليبيين. ويتلقى المجلس دعماً دولياً اضافياً في خططه لترسيخ نظام ديموقراطي جديد في البلاد، خصوصاً بعد اعلان نيته نقل مقره الى طرابلس الاسبوع المقبل. ونقلت وكالة الانباء انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس في دوشانبي قوله ان الحكومة الروسية تدعو القادة الليبيين الجدد الى موسكو للبحث معهم خصوصاً في مسائل الطاقة. وقال لافروف: ان الثوار اقترحوا اجراء محادثات، وبناء على طلبهم دعونا ممثليهم الى موسكو، وسنتناقش معهم بكل ذلك». واعترفت روسيا الخميس بالثوار الليبيين الذين اطاحوا بنظام حليف روسيا السابق معمر القذافي، كسلطة شرعية في ليبيا، رابع اكبر منتج للنفط في افريقيا، وذلك بعد ثلاثة اشهر من خطوة مماثلة قامت بها بعض الدول الغربية. وكانت روسيا امتنعت عن التصويت على قرار الاممالمتحدة الذي اجاز التدخل العسكري الغربي في ليبيا ثم اتهمت اثر ذلك مراراً الغرب بعدم احترام القرار من خلال دعمه المباشر للثوار. في موازاة ذلك اعلنت اندونيسيا امس دعمها للمجلس الوطني الانتقالي لاجراء «انتقال سلمي نحو الديموقراطية» في ليبيا. وقال وزير الخارجية الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا «ان اندونيسيا تدعم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لكي يقود انتقالاً سلمياً نحو الديمقراطية». ويزداد الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في العالم منذ سقوط نظام معمر القذافي المتواري عن الانظار والذي هدّد الخميس بشن حرب عصابات ضد الثوار. وتأتي الخطوة الروسية والدعم الاندونيسي بعد اعلان المجلس الوطني الانتقالي نقل نشاطه الى طرابلس «الاسبوع المقبل». وقال رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل الجمعة في بنغازي ان نشاط المجلس سينتقل «الاسبوع المقبل» الى طرابلس التي باتت تحت سيطرة المسؤولين الجدد. واعلن عبدالجليل امام مشايخ قبليين وعسكريين كبار في بنغازي حيث انشئ المجلس الوطني الانتقالي واتخذ له مقراً طيلة فترة الثورة «سنذهب الى طرابلس الاسبوع المقبل. طرابلس عاصمتنا» وتقع بنغازي، ثاني اكبر مدن البلاد، على بعد الف كلم شرق العاصمة طرابلس، وحيا عبدالجليل امام المشايخ مدينة بنغازي وشكر مدن شرق ليبيا لدعمها الثوار. بدوره أكد مسؤول الشؤون العسكرية في المجلس الانتقالي عمر الحريري ان عملية بناء الجيش الوطني بدأت، وقال «بدأنا بناء جيش جديد لحماية الديموقراطية والمؤسسات والمواطنين الابرياء». وذكر المسؤول الآخر عبدالرزاق مختار «نريد ان نظهر للعالم اننا قادرون على اعادة بناء البلاد». وكانت السلطات الانتقالية قد اعلنت في 26 اب/ اغسطس بعد ثلاثة ايام على سيطرتها على المقر العام لمعمر القذافي في وسط العاصمة، نقل نشاط مكتبها التنفيذي (ما يعادل الحكومة) تدريجاً الى طرابلس، لكن السلطات الانتقالية اوضحت ان المجلس الوطني الانتقالي بكامل هيئاته خصوصاً رئيسه، لن ينتقل الى طرابلس الا عندما تتوافر الظروف خصوصاً على الصعيد الامني. وعلى الصعيد الدبلوماسي، اعلن عبدالجليل ان ليبيا ستشارك في افتتاح جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة في 20 ايلول/ سبتمبر الجاري واشاد بمواصلة عمليات الحلف الاطلسي «الى حين زوال خطر القذافي على البلاد». وتأتي خطوة نقل مقر المجلس الى طرابلس بعدما اكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا الجمعة انه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو 8 اشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهراً. وقال القماطي مفصّلاً الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لاذاعة بي بي سي «وضعنا خارطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهرا». بينما قال مسؤول في المعارضة الليبية إن المدارس ستفتح أبوابها من جديد منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري رغم الدمار الذي لحق ببعضها جراء القصف وقلة وسائل النقل في البلاد ورغم وجود منهج دراسي ظل حتى وقت قريب مثقلاً بالآراء الغريبة للعقيد الليبي المخلوع معمر القذافي. ويتعرّض المعارضون وهم الحكام الفعليون الآن لليبيا لضغوط متزايدة لفرض الأمن والنظام واستعادة الخدمات الحكومية الأساسية مثل التعليم في البلد بعد الانتصار على قوات القذافي في العاصمة في طرابلس الشهر الماضي. ونقلت وكالة «رويترز» عن سليمان الساحلي مسؤول التعليم في المعارضة الليبية قوله: «إن المعارضين انتهوا من حذف كل المواد المتعلقة بالقذافي من المنهج الدراسي مثل الكتاب الأخضر وكتاب المجتمع الجماهيري». وأضاف إن العديد من الموضوعات كانت إجبارية على الطلاب وكانت تهدف إلى تمجيد القذافي.. وذكر أن الدراسة ستبدأ يوم 17 سبتمبر أيلول. ومنذ تولي القذافي السلطة قبل أربعة عقود عمل على نشر ثقافة تمجيد الحاكم التي هيمنت على الحياة اليومية لليبيين بما في ذلك كتبهم الدراسية. تقرير: 860،900 شخص غادروا ليبيا منذ الأزمة ذكر تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا (أوتشا) أن نحو 900ر860 شخص غادروا ليبيا منذ اندلاع الأزمة فى 16 فبراير الماضى، من بينهم 192 ألف ليبى عبروا الحدود إلى تونس ومصر، و900ر668 ألف شخص من غير الليبيين. وأضاف تقرير لمكتب أوتشا بالقاهرة عن الفترة من 11 إلى 25 أغسطس الماضى أنه تقرر إقامة مركزين للنازحين داخليا والعائدين فى جبال نفوسة غرب ليبيا واحد فى نالوت يستوعب 5 آلاف شخص والثانى فى زنتان يستوعب 15 ألف شخص، لافتا إلى تراجع ملحوظ فى أعداد الذين يعبرون الحدود عن منطقة رأس جدير حيث لا تزال القوات الحكومية الليبية تسيطر على هذه المنطقة. وأفاد بأن التقارير الواردة تشير إلى نقص فى الإمدادات الطبية لعلاج المصابين والمرضى من الأمراض المزمنة فى العاصمة طرابلس.. وهناك قلق من إمكانيات التخلص من النفايات من المنشآت الصحية ونقص المياه سواء للشرب أو الصرف الصحى والتى تشكل تهديدا لصحة مرضى المستشفيات. وقال التقرير «إن وسائل الإعلام أعلنت عن اكتشاف على الأقل 200 جثة متحللة من بينهم النساء والأطفال فى مستشفى أبو سليم مما يبرز خطورة تأثير القتال الدائر على حياة المدنيين فى الأحياء المكتظة بالسكان»، مؤكدا أن منظمات الإغاثة الإنسانية لم تستطع حتى الآن الوصول إلى المستشفى بسبب الأعمال العدائية. وأوضح أن منظمة الهجرة الدولية تلقت طلبات بإجلاء الأجانب حيث يعتقد وجود نحو 200 ألف مصرى فى طرابلس وغرب ليبيا.. فى حين أن المهاجرين من الجنسيات الأخرى متواجدون فى العاصمة، مشيرا إلى أن سفينة تابعة للمنظمة قامت بإجلاء نحو 200 من العالقين فى طرابلس منذ 25 أغسطس وقد تم تسجيل 5 آلاف طلب للمهاجرين للإجلاء.