يعد المتمردون الليبيون لشن هجوم كبير على الجبهة الغربية حيث سيصبحون على مسافة قريبة من طرابلس، معقل نظام معمر القذافي، بعد ان ارتفعت معنوياتهم على اثر تلقيهم اسلحة فرنسية القيت لهم بالمظلات ودعم الغارات الاطلسية المتزايدة. في موازاة ذلك، اعترفت تركيا بالمجلس الوطني الانتقالي، في حين توجه رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الى روسيا لاجراء محادثات الاثنين حول الازمة الليبية، كما اعلنت وزارة خارجية جنوب افريقيا التي لم تحدد الجهة التي سيلتقيها. واستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس سليمان الشحومي المبعوث الخاص للزعيم الليبي معمر القذافي، من دون ان ترشح معلومات عن المباحثات التي جرت غداة عودة الرئيس الموريتاني الى نواكشوط بعد ان تراس لجنة رؤساء الاتحاد الافريقي حول ليبيا والتي وضعت خارطة طريق وافقت عليها قمة الاتحاد الاوروبي في مالابو في 30 يونيو. وتنص الخارطة على وقف لاطلاق النار وبدء حوار وطني من دون مشاركة الزعيم الليبي وفترة انتقالية تفضي الى تنظيم انتخابات ديموقراطية. واعترفت تركيا بالمجلس الانتقالي «ممثلا شرعيا للشعب الليبي»، كما اعلن وزير خارجيتها داود اوغلو في بنغازي أمس الاحد. كما تعهدت بدفع مساعدة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض قيمتها 200 مليون دولار، وقالت إن الوقت حان كي يرحل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال اوغلو في معقل الثوار شرق ليبيا «نعتقد ان المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل الشرعي للشعب الليبي». وشددت تركيا موقفها تدريجيا ازاء ليبيا. فبعد ان رفضت المشاركة في عمليات الحلف الاطلسي في ليبيا، قدمت ست سفن حربية في اطار هذه العمليات الهادفة الى فرض حظر جوي فوق الاراضي الليبية وحماية المدنيين. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بداية مايو القذافي الى التنحي ومغادرة البلاد. كذلك شددت تركيا القريبة من النظام لهجتها في نهاية الاسبوع، واعلنت انها لن تعين بديلا من سفيرها في طرابلس. واشارت الى انها ستطبق العقوبات الاقتصادية التي قررتها الاممالمتحدة في شباط/فبرابر وتستهدف رموزا في النظام ومصارف. وتأتي هذه التطورات في حين يبدو ان الحل التفاوضي حول النزاع وصل الى طريق مسدود بسبب تشبث الطرفين بمواقفهما بعد خمسة اشهر من اندلاع النزاع في 15 فبراير اثر انتفاضة ضد القذافي الرافض التنحي عن السلطة التي يتولاها منذ 42 سنة. كما تجري غداة قمة الاتحاد الافريقي في غينيا الاستوائية التي صادقت على اتفاق اطار ينص على اقصاء العقيد القذافي من المفاوضات لكنها رفضت مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الزعيم الليبي بتهم جرائم ضد الانسانية. وفي حين حقق المتمردون تقدما ميدانيا في المعارك على الجبهة الغربية قال الناطق باسم المتمردين احمد عمر الباني ان هؤلاء يعدون لهجوم كبير خلال اليومين القادمين لاستعادة مناطق في جنوبطرابلس. ويحاول المتمردون خصوصا استعادة بئر الغنم المحور الاستراتيجي الذي يبعد خمسين كلم جنوبطرابلس كي يصبحوا على مسافة تجعل العاصمة الليبية في مرى المدفعية.