طالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة شباب ثورة 25 يناير ومفجريها بعدم الانسياق وراء من يقومون بالأحداث المؤسفة التي شهدها ميدان التحرير فجر أمس، التي وصفها بأنها "تهدف لزعزعة أمن البلاد وإحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية". واعتبر المجلس أن الأحداث لا مبرر لها، داعيا إلى عدم الانسياق وراء هذه الدعوات والعمل على مقاومتها وإجهاضها. حفاظا على أمن وسلامة مصر في هذه الظروف العصيبة. من جهته، حذر الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء من أن "هناك مخططا مدبرا ومنظما لإفشاء الفوضى في مصر"، مشيرا إلى أنه "على اتصال دائم بوزير الداخلية منصور عيسوي للوقوف على الأحداث أولا بأول". وحول طلبات أسر الشهداء، قال "إنه يتم تكوين صندوق بشكل مؤسسي من أجل استمرار الخدمات لأسر الشهداء، ولدينا مجموعة من المشاريع، وهناك أطباء يرغبون في المشاركة في معالجة أسر الشهداء وندرس ذلك". وأضاف شرف "أن الشرطة كانت تقوم بحماية الممتلكات العامة، وأنها لم ولن تستخدم العنف إلا إذا ما كان هناك عنف في المقابل". فيما ذكرت وزارة الصحة أن "عدد المصابين في أحداث التحرير ومسرح البالون بلغ 590 مصابا تم علاج 515 منهم في الحال". من جهته، قرر المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام، إحالة أحداث الشغب الأخيرة برمتها إلى النيابة العسكرية لتتولى التحقيق فيها وبيان أسباب حدوثها والمتسببين فيها بالإضافة إلى تحديد حجم الخسائر والإصابات. وأكد مصدر أمني أن "قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة ألقت القبض على 9 متهمين في تلك الأحداث". وفي سياق متصل، اتهم المنسق العام لائتلاف شباب الثورة حسام الدين عمار، عقب لقائه وزير الداخلية المصري، فلول النظام السابق بمحاولة الوقيعة بين الشرطة والشعب والإضرار بالأمن الداخلي للبلاد خاصة بعد إصدار محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة حكما بحل كافة المجالس المحلية على مستوى الجمهورية. وكانت الأحداث قد اندلعت أثناء قيام إحدى الجمعيات بتكريم 10 من أسر الشهداء بمسرح البالون بالعجوزة، حيث قامت مجموعة من الأشخاص بمحاولة اقتحام المسرح مدعين أنهم من أسر الشهداء، ولدى رفض منظمي الحفل مشاركتهم قاموا بمحاولة دخول المسرح عنوة وتحطيم زجاج بوابته. وعقب ذلك قامت تلك المجموعة بالتوجه إلى منطقة ماسبيرو، حيث انضم إليهم بعض المعتصمين أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وتوجهوا إلى مقر مبنى وزارة الداخلية بمنطقة وسط البلد، حيث قاموا بأعمال شغب ورشق بالحجارة تجاه المحلات والسيارات مما تسبب في إصابة بعض المواطنين من المارة وعدد من رجال الشرطة المعينين في تلك المنطقة. وعلى صعيد آخر، التقى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بنائب وزيرة الخارجية الأميركية السفير وليام بيرنز، تناول اللقاء المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليمية وعملية التحول الديموقراطي في مصر وأهمية تدفق الاستثمارات الأميركية لمصر ودعمها اقتصاديا.