لم يكسر القاعدة ولم يغادر مسجده حتى لو كان الأمر يتعلق بزواج أحد أبنائه. ففضل إمام الجامع الكبير في خميس مشيط الشيخ أحمد بن محمد الحواشي أن يغيب عن استقبال الضيوف في حفل زواج ابنه عبدالرحمن مساء أول من أمس, خاصة بعد توافد المدعوين منذ صلاة المغرب لقاعة الأفراح. لم يحضر والد العريس والجميع كانوا يعلمون أن الشيخ لن يترك أي فريضة في مسجده مهما كانت المناسبة سواء كانت فرحا أو حزنا, وعند الساعة العاشرة مساء وصل الشيخ إلى مقر الحفل ليرحب بالضيوف ويدعوهم إلى مائدة العشاء. يقول الشيخ الحواشي: أنا لا أستطيع أن أترك مسجدي لفريضة واحدة, ولم تفتني تكبيرة الإحرام فيه لأكثر من 35 عاما، فأفراح الحياة وأحزانها لن تغريني عن الصلاة والخشوع في المسجد. يذكر أن الشيخ مر بحالة مشابهة قبل ثلاث سنوات عندما فقد اثنين من أطفاله في أول أيام عيد الفطر عندما نشب حريق في منزله الذي يقع فوق المسجد, ورغم انشغال الجميع بمن فيهم الجهات الأمنية بالحادثة, إلا أن تلك الحادثة لم تمنع الحواشي من الذهاب إلى المسجد وإقامة فروض الصلاة ذلك اليوم. كما سجل الحواشي موقفا صارما عندما تقدم إليه شخص وطلب منه الاستعجال في أداء صلاة استسقاء كان من بين الحضور فيها رؤساء جهات حكومية، فلم يتلفت الشيخ لذلك الطلب وأدى صلاته كالمعتاد, ومن ثم خطب في المصلين خطبة تطرق خلالها إلى المعاصي وضرورة التوبة وتقدير النعم وشكرها والحفاظ على ممتلكات البلاد وطاعة ولاة الأمر. يقول الحواشي "أستطيع التأخر عن كل شيء إلا الصلاة ... لقد أصبحت قرة عيني، فماذا أريد من الدنيا ولذاتها". وأضاف "تركت العمل وتركت شؤون الحياة وملذاتها من أجل هذه الفريضة". وعن الإطالة في الصلاة يقول "هذه صلاتي وهي ليست بالطويلة ولا القصيرة.. إنها صلاة الخشوع والوقوف بين يدي المولى كما يجب أن تكون ونسأل الله القبول".