من أشهر شوارع الكرنتينة "شارع القورو"، أخذ شهرته في الانتشار بوجود البائعات الأفريقيات اللاتي يروجن لبيع "ثمرة القورو" التي تدر عليهن وعلى أقرانهن دخلا ماديا كبيرا من المتاجرة بالثمرة التي تعود أصولها لأفريقيا، بالإضافة إلى أن دخولها للمملكة يتم عبر طرق التهريب المختلفة، لأن عمليات البيع والشراء للقورو من المخالفات التي تعاقب عليها الأنظمة، إلا أن ما يلفت النظر في هذا الشارع ممارسة الأفريقيات لهذه المهنة دون وجود أي أجهزة رقابية، يمارسن فيه تجارتهن في وضح النهار، وزبائنهن من مختلف الطبقات، التي تمثل لهم هذه الثمرة كأسا "للمزاج العالي". فعلى قارعة الطريق تجلس سيدة أفريقية وأمامها بضاعتها، تدعى "خديجة"، اشتهرت في عقد صفقات مع تجار القورو المعروفين، وهي تمثل خط الإمداد التجاري للأفريقيات اللاتي يتمكن من كسب دخل مادي يفوق 900 ريال خلال أسبوعين من العمل. من جهته ذكر مصدر مسؤول ل"الوطن" في أمانة محافظة جدة أن شارع القورو من أكثر الشوارع في حي الكرنتينة الذي ترتكب فيه مخالفات البيع والشراء إلى جانب بيع المعلبات المنتهية الصلاحية، لكن عدم مقدرة ضبط البائعات الأفريقيات داخل هذا الحي، يعود لتعرض مراقبي الأمانة "للضرب والتخويف" من قبل الشباب الأفارقة الذين يشكلون حماية أو "بودي جارد" لهؤلاء البائعات، مما دفع بعض المراقبين لعدم تكرار زيارة هذه الشوارع حماية لأنفسهم من الأخطار التي تواجههم، الأمر الذي سبب ازدياد حركة التجارة للقورو داخل حي الكرنتينة. وعلى رصيف آخر يجلس طاعن في السن يسمى "آدم"، ويدعي أنه معالج شعبي وبائع للقورو، التي يزعم مقدرتها على علاج مرض السكري والصداع والآلام العصبية، قائلا "إن سكان الدول الأفريقية يحرصون على تناول القورو لمقدرته على مد الجسد بالحيوية والنشاط وكسر الخمول، وأكثر الطبقات استخداما لها هم أصحاب المزارع والأعمال الشاقة"، فيما تضيف البائعة خديجة حول تاريخ ثمرة القورو أنه من "الثمار المتداولة في دول غرب قارة أفريقيا". المعلومات التي حصلت عليها "الوطن" تكشف عن وجود طرق لبيع القورو لا يستطيع إتقانها الكل، فلا بد من معرفة أوقات قطفها حتى تكون أكثر مبيعا، ومن المهم الاعتماد على الخيش "للف حبات القورو" لحمايتها من أشعة الشمس حتى لا تصاب بالجفاف، ويتراوح بيعها في السوق المحلي بين (10-40) ريالا، ويعود ذلك وفقا لجودتها، وتشير المعلومات أيضا إلى إقبال السيدات الصغيرات في السن على مضغ ثمرة القورو. إلا أن "آدم" الذي يعمل في هذه التجارة منذ 15 عاما، كشف أن أفضل طرق تهريب هذه الثمرة للإفلات من رجال الجمارك السعودية، يأتي عبر قوافل الحجيج الأفارقة في مواسم الحج والعمرة. فيما ذكر الاستشاري ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي الدكتور محمد شاووش، أضرار استخدام ثمرة القورو، التي قال عنها إنها من المواد التي تحدث ما يعرف بالاعتمادية، وتناول كميات كبيرة خلال فترة قصيرة تصيب المتعاطي بما يعرف بأعراض التسمم بالكافيين لاحتوائها على مادة الكافيين بنسبة مرتفعة، كما أنها تسبب الأرق والعصبية الزائدة والشعور بعدم الراحة والتململ مع زياد احتمال الإصابة بالنوبات القلبية. كما ينبه الدكتور شاووش إلى مخاطر التعرض للإدمان على الثمرة حيث تكون الأعراض على شكل الشعور بالصداع الشديد الذي قد يستمر من 4 – 5 أيام عند الانقطاع عن تناول الكافيين الذي تحتوي عليه هذه الثمرة الأفريقية، وكذلك يصاب الشخص بارتفاع في ضغط الدم وقرحة المعدة والاثني عشر ومشاكل في القلب والأوعية الدموية، مشيرا إلى أن توفر هذه الثمرة وبيعها في الشوارع يمثل خطرا كبيرا على المراهقين قد يشجعهم على الدخول لعالم الإدمان.