تستغل بعض الجاليات الأفريقية في مكةالمكرمة المناطق الخفية والأزقة الضيقة في الأحياء الشعبية لممارسة بعض الظواهر السلبية المضرة بصحة الإنسان وبالبيئة عموما، ومن هذه الظواهر المتاجرة بثمرة (القورو) المنشطة، وهي مهن يمارسها بعض الأفارقة داخل الأحياء رغم الحملات والمداهمات التي تنفذها الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر، ورغم ذلك انتشرت الظاهرة بشكل لافت في الفترة الأخيرة وخاصة في شوارع حي المنصور بعد استحداث سوق جديدة تعرف باسم (الزبرقة). «القورو» ثمرة صغيرة الحجم وتصنف من المواد المنشطة التي يكثر استخدامها وسط العمالة الوافدة، وتحديدا اليمنية، وهنا وصف علي مردحي (يمني) «القورو» ب «القوة العاشرة»، ويضيف: يحتفظ بمادة القورو داخل الفم بعد مضغها لعدة ساعات للحصول على (الكيف) وفق تعبيره، وزاد: «رغم ارتفاع أسعارها مازال الإقبال على شراء هذه المادة في تزايد مستمر حيث يصل سعرها حاليا من عشرة إلى 30 ريالا للحبة الواحدة»، مبينا تردده على سوق (البرقة) في حي المنصور بشكل مستمر لتأمين كفايته من (القورو)، مشيرا إلى أن أغلب مرتادي هذا السوق من العمالة اليمنية الذين يقصدونه للحصول على هذه النبتة. وذكر بشير هارون (بائع قورو) أنه بدأ مهنة استيراد (القورو) وبيعه منذ الصغر أي قبل 20 عاما، بعد قدومه مع والده إلى الأراضي المقدسة للحج ولم يغادرها، مشيرا إلى أنه يتقاضى مبالغ طائلة جراء تجارته الرابحة على حد وصفه، فيما بينت خديجة محمد، أنها تعمل في بيع (القورو) في شارع المنصور منذ 12 عاما تقريبا، وتضيف: «زبائننا يشكلون كافة الشرائح العمرية وخاصة من الجاليات المقيمة، وهذا الإقبال المتزايد شجعني على الاستمرار في هذه المهنة». من جهته، ذكر قاسم صيفاني، أنه يتردد على هذا الشارع لشراء (القورو) يوم الجمعة من كل أسبوع، ويضيف: «أشتري ما يكفيني من القورو بعد صلاة الجمعة، لأن كثرة الباعة في ذلك اليوم يساعد في خفض أسعاره»، مبينا أن استخدام هذه المادة يقوي الأسنان ويزيد من صلابة الرأس وينشط الجسم على حد تعبيره». وفي المقابل يرى إبراهيم الساعاتي، ضرورة القضاء على هذه الظواهر والتخلص منها نهائيا لضررها على البيئة والصحة، فيما أكد وائل محمد (طبيب أسنان) خطورة استخدام نبتة (القورو) على صحة الإنسان، وتابع: «هذه النبتة تتلف الأسنان وتساعد على تكدس الجراثيم وبالتالي اصفرارها وتسوسها بشكل سريع». إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري، تنفيذ حملات متتالية من قبل إدارة مكافحة الظواهر السلبية وبتعاون مع عدد من الجهات الأمنية كالجوازات والشرطة بهدف القضاء على مثل هذه الظواهر السلبية التي تضر بصحة الإنسان ومنها (القورو).