على الرغم من أن الجهات الرسمية منعت مزاولة نشاط بيع ثمرة القورو، إلا أن جدة التاريخية تعج بالبائعات الأفريقيات اللاتي اتخذن من سوق الحمام الكائن في وسط جدة التاريخية مقرا لهن لترويج هذه الثمرة. وبينما يشكو سكان جدة الأصليون من انتشار بائعات "القورو" في منطقة البلد وغياب الرقابة عنهم، أكد رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار أن دور البلدية الفرعية يقتصر على طلب الجهات المساندة والجهات الأمنية لإحضار النساء "لمساندتنا في عملية القبض عليهن". وأشار في تصريح ل"الوطن" إلى أن البلدية تصادر القورو الذي يتم ضبطه، مرجعا عدم القبض على البائعات إلى عدم وجود فرق نسائية مع تلك الجهات في أوقات معينة. ولفت إلى أن هناك حملات مستمرة من مراقبي سوق البلد لمصادرة ما تبيعه هؤلاء الأفريقيات، مضيفا: "الشرطة تتلقى البلاغات من البلديات والأفراد وتسلم المخالفين وبضائعهم إلى البلديات لتقوم بمعاينة البضائع وإتلافها، ومن ثم تسليم المخالفين إلى الجوازات لاتخاذ اللازم". وفي الوقت الذي حمل فيه بعض تجار المحلات في سوق الحمام جانبا من المسؤولية، مشيرا إلى أنهم يساهمون في إخفاء ما تعرضه البائعات أثناء حملات مراقبي الأسواق، ألقى أصحاب تلك المحلات التجارية بالمسؤولية على الجهات الحكومية، واصفين إياها بالمتقاعسة في إجراء حملات منظمة للقضاء على هذه الظاهرة التي أصبحت تمثل منحى خطيرا لمنطقة البلد في جدة. ويؤكد بائع تمور في سوق الحمام بجدة، إبراهيم أدهم، أن غياب الرقابة في الأسواق الشعبية يدفع المخالفين لنظام العمل والإقامة، لارتكاب عدد من المخالفات، مؤكدا محاربتهم للبائعات اللاتي يروجن هذه الثمرة بطرق غير مشروعة. من جهتها، أشارت باعة لثمرة القورو تدعى مريم آدم إلى أنها اعتادت على بيعه في سوق الحمام في منطقة البلد منذ أكثر من 15 عاما، مؤكدة أن لديها زبائن يترددون عليها، باعتبار أنها أقدم تاجرة، موضحة أنها تجلب الثمرة من غينيا في جنوب أفريقيا عن طريق الحجاج القادمين لموسم العمرة والحج عن طريق البحر. وأوضحت أن ثمرة القورو تعطي مستخدمها حيوية ونشاطا، وتشعر الشخص الذي يعتاد عليها بالرغبة في القيام بأعمال عديدة، مدعية أن القورو يساعد على الشفاء من السكر وأمراض المفاصل والصداع. وبينت أن أغلب زبائنها من الجامعيين ممن يبحثون عن النشاط، لافتة إلى أن سعر الثمرة الواحدة يصل إلى 17 ريالاً، مفيدة بارتفاع السعر خلال أيام الأسبوع إلى 22 ريالا، فيما يصل إلى 10 ريالات مع نهاية الأسبوع، معللة ذلك بكثرة عدد البائعات في عطلة الأسبوع. من جهته، يشير طالب بالمرحلة الجامعية - فضل عدم ذكر اسمه- إلى أنه يحرص على شراء القورو من منطقة البلد، مبررا ذلك بجودة الثمار المعروضة، مما يدل على أن البائعات يحرصن على جلبه من موطنه الأصلي من أفريقيا ثم الحفاظ عليه في ظروف طقس مناسبة في منازلهن. أما استشاري الطب النفسي الدكتور فاروق حسن فحذر من تناول ثمار القورو، مضيفا: "ضررها يشبه لحد كبير أضرار تناول كميات كبيرة من الشاي والقهوة، إلى جانب احتوائها على مادة مخدرة". وذكر أن من الأعراض التي تظهر عند الانقطاع عن تناولها الأرق، العصبية الزائدة، الشعور بعدم الراحة والتململ، الشعور بكرب في المعدة، زياد احتمال الإصابة بالنوبات القلبية. وأضاف: تعتبر ثمرة القورو من الثمار التي تحتوي على أكثر من مركب، حيث تحتوي على الكافيين ومركبات فينولية متعددة وبروتينيات وغيرها، ويستخدمها الأفارقة معتقدين خطأ أنها تزيد النشاط الجسمي والعضلي، وتعالج الضعف الجنسي، وضعف الأعصاب، والاكتئاب النفسي.