ارتفعت أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية بصورة لافتة خلال الأيام الثلاثة الماضية بنسب تفاوتت بين 20 80% بسبب شح المعروض الناتج عن سوء الأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع الماضي وضوابط تصدير الأسماك الخليجية. ودفعت موجة الرياح القوية المحملة بالأتربة حرس الحدود بالمنطقة إلى منع القوارب الصغيرة (أقل من 10 أمتار) من الإبحار حتى لا تتعرض للأذى، مما أدى إلى تراجع حجم المعروض من الأسماك. ويصل عدد قوارب الصيد العاملة في المنطقة الشرقية نحو 6500 قارب مختلفة الأحجام، فيما يصل عدد القوارب الصغيرة التي شملها قرار المنع نحو 5 آلاف. وارتفع سعر المن (16 كيلو) من الهامور الصغير والمتوسط إلى ألف ريال، مقابل 850 ريالا نهاية الأسبوع الجاري. وارتفع سعر المن من الشعري إلى 400 ريال، مقابل 300 ريال في الأسبوع الماضي. وبلغ سعر المن من الكنعد 700 ريال، بعد أن كان يباع بمبلغ 500 ريال، فيما ارتفع سعر ثلاجة الصافي (40 كيلو) من 700 إلى 900 ريال إلى 1400 ريال. وقال الناطق الرسمي باسم جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية جعفر الصفواني إن نسبة كبيرة من الصيادين لم تدخل إلى أعماق البحر بغرض الصيد بسبب المنع الذي جاء حفاظا على السلامة العامة، مما أثر بدوره على مستوى العرض في السوق، خاصة وان استمرار المنع لبضعة أيام كان كفيلا بالتأثير على سوق تتم عملية البيع فيها عن طريق المزايدة، وخاصة أن نسبة كبيرة من الصيد اليومي توفره القوارب الصغيرة. وأضاف أن المعروض الحالي في السوق هو نتاج صيد القوارب الكبيرة القادرة على البقاء في البحر لمدة تصل إلى 6 أيام والتي كانت موجودة في البحر قبل فترة المنع، فيما استحوذت المؤسسات الكبيرة على معظم الكميات في الأيام الثلاثة الماضية، مما قلص المعروض إلى الحدود الدنيا وارتفاع الأسعار إلى مستويات مرتفعة. وأفادت معلومات أخرى بوجود عوامل خارجية غير الأحوال الجوية المحلية ساهمت في حدوث هذا الارتفاع، وتتمثل في انخفاض حجم الاستيراد من دول مجلس التعاون بنسبة 50%، إذ وضعت سلطنة عمان ضوابط إضافية تقضي بمنع مؤقت لتصدير بعض أنواع الأسماك مثل الشعري والهامور والكنعد والسوّد والبغل لمدة 7 أشهر. كما عمدت قطر إلى وضع ضوابط مشابهة لتحديد كميات أسماكها المصدرة إلى السوق السعودية، فضلا عن أن الظروف المناخية التي تمر على السواحل السعودية هي نفسها قائمة في السواحل الخليجية الأخرى، مما يحد من الكميات التي ترد السوق السعودي من الأقطار المجاورة. وأوضح الصفواني أن الارتفاعات المتواصلة التي يشهدها سوق الأسماك مصدرها تغيرات سلبية طالت البيئة البحرية في السنوات الأخيرة مثل ارتفاع نسبة التلوث، إلى جانب نقص كميات الأسماك في الخليج العربي، إذ إن الهامور مهدد بالانقراض، فيما تشهد كميات الحيسون والعريضي والسبيطي انخفاضا حادا.