تفاقمت أزمة الأسماك في المنطقة الشرقية هذا الأسبوع بسبب تردّي الحالة الجوية وتسارع الرياح لتنضمّ إلى مشكلة أسعار الديزل ومشكلة إيقاف الاستيراد من سلطنة عمان. ومن المتوقع أن تشهد أسواق المنطقة ارتفاعات جديدة خلال الأسبوع الجاري. وأظهرت جولة في أسواق المنطقة شملت الجبيل والقطيف والدمام أن ارتفاع الأسعار شمل جميع أنواع الأسماك دون استثناء خصوصا الأسماك التي يزداد عليها الطلب التي كانت الأكثر تأثرا بالأزمة الحالية. وقد وصل سعر سمك الكنعد إلى 900 ريال للمن (16 كجم) أول من أمس، بعد أن كان سعره لا يتجاوز 750 ريالا، كما وصل سعر الهامور الكبير إلى 700 ريال مرتفعا عن سعره السابق الذي يقارب 500 ريال، أما الهامور الصغير فارتفع من 700 ريال إلى 950 ريالا. أما سمك السمان فقد كان لا يتجاوز 450 ريالا في اليومين الماضيين، لكنه أصبح يباع بما يقارب 650 ريالا مع أن سعره المتعارف عليه في السابق لم يتعد حدود 350 ريالا. والروبيان الذي يدخل الشهر الثالث من موسمه هذا العام ارتفع سعر المن من الحجم الكبير إلى 1600 ريال مقابل 1000 ريال قبل بروز أزمة الديزل، وزاد سعر حجم المتوسط إلى 350 ريالا مقابل 200 ريال، والصغير في حدود 250 ريالا مقابل 150 ريالا. وكغيره من الأنواع التي أصابها الارتفاع لم يعد سمك العريضي يباع بسعره السابق البالغ 700 ريال، بل قفز إلى 1000 ريال للمن، كذلك القرقفان الذي ارتفع من 250 ريالا إلى 550 ريالا، والحال نفسه على باقي أسعار الأسماك الأخرى، والتي لم يخل أي نوع منها من ارتفاع تراوح بين 50 100 ريال على الأقل. وحول تأثير موجة ارتفاع الأسعار يقول تاجر الأسماك عبدالله البيابي: إن تجار التجزئة الصغار عزفوا عن شراء متطلباتهم من الأسماك من أسواق الجملة التي لم تجد زبائن سوى الذين ارتبطوا بعقود مع الشركات، إذ تلزمهم هذه العقود بتوفير كميات معينة من السمك يوميا مهما كان السعر، وبالتالي فإن شبح الخسائر يطاردهم بسبب الزيادة، إذ إن المبالغ التي يتم تحصيلها من العقود لا توفر قيمة الأسماك على المدى الطويل في حال استمر مسلسل الارتفاع. وأضاف: أن كل الدلائل تشير إلى أن ارتفاعا إضافيا وشيكا سوف يحصل خلال الأيام المقبلة، إن لم يكن بسبب ارتفاع سعر الوقود، ستكون الرياح هذه المرة التي تسهم عادة في انخفاض كميات الأسماك، وعزوف الصيادين عن الصيد في مثل هذه الأجواء. من جانبه قال نائب رئيس الجمعية التعاونية للصيادين بصفوى جعفر الصفواني: إن كل المؤشرات تؤكد أن سوق الأسماك في المنطقة الشرقية مقبلة على تصاعد أزمة الأسعار. مشيرا إلى ما شهدته المنطقة قبل يومين حيث هبت رياح مؤثرة تمنع دخول الصيادين إلى البحر بموجب القانون، ومن يتمكن من الدخول إلى البحر من القوارب الصغيرة التي تعمل بالبنزين، فإن الرياح سوف تمنعها من ذلك، وبالتالي فإن العرض سوف يتراجع والأسعار سوف تتفاقم. ويشير الصفواني إلى مشكلة إضافية سوف تحدث خلال الأيام المقبلة تتعلق بالصيد العماني الذي كان طوال الفترة الماضية يمثل تعويضا عن النقص في الأسماك بالمنطقة، فالعشرات من القوارب متوقفة الآن بعد منعها من دخول البحر، وذلك بحكم عمليات التفتيش الدورية على القوارب. وتوقع الصفواني أن يكون بعد غد هو الأسوأ في هذه الأزمة، إذ إن هناك بعض القوارب لا تزال تفرغ حمولتها بالسعر القديم، وكل قارب كبير يخرج من البحر لا يعود بسبب ارتفاع أسعار الديزل، وكل يوم تتضاءل الكميات، والارتفاعات متواصلة، ولا يتصور لها أن تنخفض في الزمن القريب. مشيرا في هذا الجانب إلى ضرورة الاهتمام بوضع الصيادين والعاملين في القطاع السمكي بصورة أكثر حفاظا على الثروة السمكية، وكذلك الحفاظ على البيئة البحرية من أي مخالفات قد تحدث كالردم وإفراغ المخلفات وما شابه ذلك من مخالفات.