يعكف حالياً شاعر العامية المصري عبدالرحمن الأبنودي (شاعر الانتصارات والانكسارات والسيرة الهلالية)، على مراجعة كتاب "حكايات أغاني الأبنودي" الذي يضم أسرار مشواره مع الأغنية العربية، عبر أكثر من نصف قرن، الذي سجله معه الكاتب الصحفي أشرف مفيد (مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام، رئيس قسم الصفحة الأخيرة). وأوضح مفيد في تصريح إلى "الوطن" أن الكتاب يكشف أسراراً وراء كل أغنية كتبها الأبنودي، وكذلك حكايات ومواقف ظلت لسنوات وسنوات بداخل عقله وقلبه ووجدانه، مشيراً إلى أن الكتاب حصاد جلسات عمل أسبوعية مع الأبنودي بداخل منزله الريفي في الإسماعيلية لرصد تلك المواقف والحكايات. وأوضح مفيد أن الأبنودي أو "الخال" كما يقول له "الصعايدة"، الذي عاش أحلام ثورة يوليو وانتصاراتها مع رفيق دربه الراحل أمل دنقل، ثم جاءت نكسة 5 يونيو 1967 لتحدث شرخاً عميقاً في نفسه وأبناء جيله، حتى عاد الأمل من انتصار السادس من أكتوبر 1973، لم يتردد لحظة في تقديم الكثير من الأسرار والحكايات التي - بلا شك - ستقدم الوجه الآخر في رحلة الأبنودي مع الأغنية الوطنية والإنسانية. ولد الأبنودي عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر (650 كيلو مترا جنوبالقاهرة)، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً، وهو متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال (رئيسة التلفزيون المصري)، وله منها ابنتان: آية ونور، وانتقل إلى مدينة قنا حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها. ومن أشهر أعمال الأبنودي السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد، ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق (أيامنا الحلوة) بصحيفة الأهرام، تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر. ومن أشهر دواوينه الشعرية: الأرض والعيال والزحمة وعماليات وجوابات حراجي القط والفصول وأحمد سماعين وأنا والناس وبعد التحية والسلام، ووجوه على الشط، وصمت الجرس، والمشروع والممنوع، والمد والجزر، والسيرة الهلالية، والموت على الأسفلت، وسيرة بني هلال (خمسة أجزاء)، والاستعمار العربي، والمختارات (الجزء الأول). ومن أشهر أعمال الأبنودي المغناة التي غناها عبدالحليم حافظ: عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، ابنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، الهوى هوايا، أحضان الحبايب، وغيرها، أما التي غناها محمد رشدي فهي: تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسع للنور، عرباوي، وغنت له فايزة أحمد: يَمّا يا هوايا يَمّا، مال عليّ مال، وغنت له نجاة الصغيرة: عيون القلب، قصص الحب الجميلة، كما غنت له شادية: آه يا اسمراني اللون، وقالي الوداع، وأغاني فيلم "شيء من الخوف"، وغنت له صباح: ساعات ساعات، وغنت وردة الجزائرية: طبعاً أحباب، وقبل النهاردة، وغنت ماجدة الرومي: جايي من بيروت، وبهواكي يا مصر، وغنى له محمد منير: شوكولاته، كل الحاجات بتفكرني، ومن حبك مش بريء، وبرة الشبابيك، والليلة ديا، ويونس وعزيزة. كما كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل "النديم"، و(ذئاب الجبل) وغيرها، وكتب حوار وأغاني فيلم "شيء من الخوف"، وكتب أغاني فيلم "البريء"، وقام بدوره في مسلسل "العندليب حكاية شعب" الفنان محمود البزاوي، وشارك الدكتور يحيى عزمي في كتابة السيناريو والحوار لفيلم "الطوق والإسورة" عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبدالله. حصل الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية.