بالضرب والشتم، استطاعت البائعات الأفريقيات مواصلة تجارتهن عبر بسطاتهن بسوق البدو "منطقة البلد"، حيث يؤكد رئيس بلدية جدة التاريخية سامي نوار أن موظفي الأمانة يتعرضون للشتم والضرب من قبل البائعات أثناء الحملات التي يقومون بها، ولذلك لا يمكنهم ضبطهن. البائعات الأفريقيات بالكاد يتحدثن العربية، لكنهن يجدن الضرب والشتم، إضافة إلى إجادة عملية التسويق عبر بسطاتهن، ويحظين بمتسوقين من الجنسين، فالنساء يأتين طلباً لشراء الكريمات المقلدة للعناية بالبشرة، بينما يأتي الرجال لشراء أعشاب المنشطات الجنسية مجهولة المصدر. وفي جولة ل"الوطن" في وسط منطقة البلد، رصدت الهوس الكبير من السيدات في الشراء من صاحبات البسطات الأفريقيات، كما ذكرت مريم "بائعة بسطة" حيث أكدت أن أكثر السيدات السعوديات يطلبن الكريمات ومستحضرات التجميل التي يتم تركيبها داخل المنازل بعد إضافة بعض المنتجات التي تعطي نضارة لبشرة المرأة. وأبدت مريم انزعاجها من وصف صاحبات البسطات الأفريقيات بالمخالفات، مشيرة إلى أن المستحضرات والكريمات التي يقمن ببيعها لا توجد في الأسواق، على حسب قولها. وأكدت "مريم" أن أكثر الذين يترددون عليهن لشراء الأعشاب من فئة الرجال، فهم يطلبون تلك الأعشاب المخلوطة بالمواد المنشطة جنسياً، موضحة أنهن يقدمن الوصفات السرية لزبائنهن والتي تساهم في القضاء على تلك المشكلات، كما تدعي. في الجانب الآخر تنتظر "فاطمة" كما تعرف في السوق، أمام بسطتها تراقب الزائرين للسوق لعلها تحصل على زبون يشتري منها حبات القورو التي يرغب بها العديد من الرجال، ولايجدون طلبهم إلا لديها في منطقة البلد. وحول المردود المالي من البيع والشراء في القورو وأعشاب المنشطات الجنسية تقول فاطمة: ما أقوم ببيعه يكفيني لدفع إيجار الغرفة التي أقيم بها مع أولادي الثلاثة وتأمين المأكل والمشرب لهم. من جهته، أوضح محمد الأخطر "بائع في سوق البدو" أن وجود البائعات الأفريقيات يسبب قلقاً للعديد من أصحاب المحلات لقيامهن بافتراش البسطات أمام المحلات التجارية، واصفاً دور الأمانة في محاربة هؤلاء البائعات المخالفات بالضعيف الذي يحتاج لدعم وتكاتف من كافة الجهات للقضاء على هذه الظاهرة المخيفة. من جهته أوضح رئيس بلدية جدة التاريخية سامي نوار أن هناك تزايداً في عدد البائعات الأفريقيات في منطقة البلد، اللاتي يمارسن بيع المستحضرات الممنوعة ومجهولة الهوية. وبيّن نوار أن البائعات لا يمكن ضبطهن من قبل موظفي الأمانة، فكثير من موظفي الأمانة يتعرضون للشتم والضرب من قبل البائعات أثناء الحملات التي يقومون بها. وأضاف أن بلدية البلد تتعاون مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجوزات بحملات منظمة للتخفيف من وجود البائعات الأفريقيات، ولكن لا تزال الحاجة ملحة لتكثيف هذه الحملات حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي.