شهدت الندوة المفتوحة التي أقيمت مساء أول من أمس في منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف تحت عنوان "المرأة والانتخابات البلدية" أجواء ساخنة من الحوار المتبادل بين المتحدثين والجمهور. كما برزت مطالبات نسائية تؤكد على ضرورة مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية بما يعزز مسيرة المشروع الوطني الذي يقوده خادم الحرمين، فيما اعتبرت عضوات حملة بلدي المشاركات في الندوة أن الوقت لم يفت بعد أمام السماح بمشاركة المرأة في الانتخابات. رئيس المجلس البلدي وراعي المنتدى جعفر الشايب كان له حضور لافت في المنتدى، حيث نصح عضوات حملة بلدي بتحديد مطالبهن للمسؤولين بوضوح، وقال "خلال اجتماع رؤساء المجالس البلدية في المملكة أيد 279 منهم مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية فيما عارض فقط 12 منهم ذلك". مضيفاً أن "دراسة أعدها مركز (أسبار) أظهرت أن 69% من المواطنين يرفضون مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية". وأشار الشايب أيضاً إلى أن موضوع مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية بحاجة إلى تحضير على مستوى الوطن وتهيئة المواطنين لتقبل هذه الفكرة، كما شدد على وجوب أن تتواصل التوجهات الإيجابية لحملة بلدي من أجل السعي للعمل على تنظيم برنامج موازٍ لدعم المجالس البلدية. من جهته، رأى نائب المجلس البلدي في محافظة القطيف فالح المليحي أن القرى والمناطق النائية في المملكة لا يوجد فيها إقبال على المشاركة في الانتخابات، وكثير من المواطنين يرفضون مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية. وأضاف المليحي أن فكرة المجالس البلدية لم تنضج لدينا بعد بشكل كافٍ، ولم نصل لما وصل إليه الآخرون لأننا ما زلنا في طور التجربة، وذلك بسبب عدم استيعاب المواطن لدور المجلس البلدي. وشدد على أن المطلوب في هذه المرحلة من مسيرة البناء الوطني التوعية بأهمية المشاركة الشعبية في الانتخابات للوصول إلى مستوى أفضل للخدمات المقدمة. معتبراً أن معارضة أهل القرى لمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية تستدعي العمل على التصدي له، لأنه موقف يؤثر سلباً على مسيرة التنمية والتطوير، مرجعاً أسباب ذلك إلى غياب ثقافة التنوع والاختلاط لدينا كما في الدول المجاورة. وكان قد شارك في الندوة مجموعة من الناشطات في مجال حقوق المرأة، وعضوات في حملة "بلدي"، كان من أبرزهن: حنان الشيخ وليلى الكاظم وفوزية الهاني، بالإضافة إلى رئيس المجلس البلدي وراعي المنتدى جعفر الشايب، ونائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة القطيف فالح المليحي، بحضور مهتمين بالشأن البلدي وأهالي المنطقة من الجنسين، فيما قدم الندوة الصحفي في صحيفة الرياض منير النمر. وكانت عضوات حملة "بلدي" المشاركات في الندوة قد اتفقن على حق المرأة بالمشاركة في الانتخابات البلدية التي وصفنها ب "المشروع الوطني". كما طالبن بترسيخ هذا الحق من خلال فسح المجال أمام المرأة للمشاركة الكاملة في الانتخابات البلدية سواء بالترشح أو الانتخاب. وكان لافتاً في الندوة اعتراف النسوة المتحدثات بأنهن أكثر تسلطاً في ممارسة "الدكتاتورية" من الرجل أثناء شغلهن المراكز القيادية، مبررات ذلك بأنهن يحاولن من وراء ذلك إثبات جدارتهن بالمنصب الذي يشغلنه. من جانبها، شدّدت عضوة حملة بلدي فوزية الهاني على أن الحملة هي "مشروع وطني"، مضيفة أن "مشاركة المرأة لا تقل أهمية عن مشاركة الرجل في المساهمة بخدمة الوطن...، كما أنه لا يخفى على الجميع أن المجالس البلدية عملها ناقص بدون وجود المرأة، ونحن نهدف لتفعيل المجالس البلدية بمشاركة المرأة التي تمثل نصف المجتمع، فهناك الجوانب الاجتماعية ومهام لا يمكن أن تؤديها غير المرأة... ونحن لا نرضى بأن نكون مهمشات...". ورأت الناشطة ليلى الكاظم أن المرأة السعودية عليها دور كبير في هذه المرحلة يتمثل في وجوب الاستمرار بالمطالبة بتسجيل المرأة كناخبة ومرشحة. معتبرة أن "هناك فترة كافية للرجوع عن القرار، ونحن جاهزات ولدينا اقتراحات من أجل فترة تسجيل النساء، وما زال لدينا الأمل". كما أيدت الدكتورة حنان الشيخ ما نادى به المشاركون في الندوة بتعجيل القرار للسماح بمشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وقالت "نحن بدورنا ننشئ ثقافة الانتخاب، وهناك مشاركات للمرأة أكثر من مشاركتها في الانتخابات". وفي ردها على تعقيب أحد الحاضرين الذي اتهم المرأة بالدكتاتورية في حال تسلمها المراكز القيادية وأنها أكثر تسلطاً من الرجل - بحسب وصفه - قالت الشيخ: المرأة تحت ضغوط معينة تريد أن تثبت للآخرين أنها مؤهلة وكاملة الصلاحيات، ونحن لا نريد أن نكون تحت الاختبار الدائم حتى لا نكون متسلطات". وأضافت "المرأة المؤهلة كما الرجل وهي معرضة للنجاح والفشل، وحملة بلدي ليست من أجل إثبات أن النساء أصلح وأنهن قادرات على التغيير أكثر من الرجل، فنحن والرجل كيان واحد في المجتمع".