مما لاشك فيه أن الزوجة عنصر أساسي في عملية التدبير المنزلي، وكذلك الأبناء إلا أنهم يفتقدون الكثير من ثقافة الاستهلاك والتوفير مما قد ينعكس بشكل إيجابي على مستوى معيشة الأسرة على المدى المتوسط والبعيد، ففي الوقت الذي يسعى فيه التجار وأصحاب المحلات التجارية لزيادة مداخلهم ومضاعفة أرباحهم بتحديد الأسعار والتحكم بنا كمستهلكين نجد أننا في المقابل نفتقد لتلك الثقافة التي لا أجدها سوى عند القلة القليلة منا، وفي المقابل تجدها عند الأجانب تدرس كمادة علمية لها أهميتها. وقد تلاحظ ذلك أثناء التسوق، فهم يقومون بفحص السلعة جيدا قبل شرائها وأثناء ذلك يقوم الأب بالشرح لأبنائه، وهو لا يكاد أن يلمس السلعة ويقارن بين البدائل لتلك السلعة التي يهم بشرائها ومدى جودتها وتاريخ الصلاحية وبلد المنشأ، بينما تجد في الركن المقابل من المحل أو المتجر السعودي يتخبط بورقة الطلبات التي دونتها الزوجة بمساعدة الأبناء كل حسب رغبته واختياره، والتي تشبه إلى حد كبير تلك الصكوك والحجج الصادرة من المحاكم بطولها والتي لا تخلو أحيانا من العبارات الملحة الإلزامية وتجد أن البعض من الأبناء قد تسوق والده فتجدهم من حوله وعن يمينه وشماله يدفعون تلك العربة التي لا يعلمون كم ثمنها وربما ما بداخلها والمتخمة بالأغراض غير الضرورية والتي أخفوها عن الأب مما قد وقعت أعينهم عليه وأعجبوا به وقد تجد أحدهم من أرغم الأب على شراء تلك السلعة الرديئة والتي شارف تاريخ الصلاحية على الانتهاء أو التي لا يستفاد منها، إما لمشاهدة جائزة لا تمثل قيمة غذائية حقيقية أو لوجود هدية عبارة عن كرة ملصقة عليها أو علبة ألوان أو غيرها من تلك الحيل التي تنطلي على صغار السن وقد تكون ضارة أو غير ملائمة وغير صالحة للاستعمال. دعونا نبدأ معهم ونغرس لديهم الثقة في النفس والأخذ والعطاء بالمعقول قبل كل شيء وأن نساندهم ونقف بجانبهم ليعتمدوا على أنفسهم ويتجنبوا التبذير والبذخ الزائد، وعلينا أن نعوّدهم على الاقتصاد والتوفير في كل مناحي الحياة.