"كأننا لسنا بشرا مثلهم.." بهذه الكلمات تذمرت وعتبت إحدى موظفات مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، على رفض إدارة المستشفى إغلاق أحد الأقسام، مطالبة باستمرار عمل الموظفين دون مبالاة بهم بما سيلحق بصحتهم، بالرغم من إيقاف تدريب طلاب وطالبات الجامعات في المستشفى حفاظاً على صحتهم، بعد تعرض 4 أقسام في المستشفى حالياً، إلى تلوث الهواء في نظام ووحدات التكييف، وانتشار فطريات معدية وضارة للإنسان. وتعتزم مجموعة من موظفات وموظفي المستشفى رفع شكوى عاجلة لهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية للتدخل السريع وحل الأزمة وإنهاء المعاناة, -حصلت "الوطن" على نسخة منها- بعد تعرض عدد من الموظفين في أحد الأقسام إلى التهديد والإنذار من قبل رئيس القسم, إذ تم توجيه إنذار خطي للموظفين المتواجدين على رأس عملهم في ذلك القسم بتاريخ (28 /12 /2010م) بعد قيامهم برفع شكوى عاجلة للمشرف العام على المستشفى الدكتور عبدالله الربيش، دون النظر في فحوى الشكوى, وتهديد بعضهم "شفهياً" في حال إفشائهم معلومات للصحافة، مطالباً إياهم بالتكتم. وكان مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، قد حذر أخيراً كافة مراجعيه في الفترة الحالية، بتحذير خطي في مداخل الأقسام وخصوصاً المرضى الذين يعانون من أمراض التنفس والربو والحساسية والالتهابات التنفسية، ناصحاً إياهم بضرورة ارتداء القناع الواقي تجنباً للإصابة بعدوى جراء انتشار فطريات "الرشاشيات" أو ما تسمى ب"الأسبرجلس" والمكورات "العنقودية" الضارة، التي تتسبب في مشكلات خطيرة في الجهاز التنفسي, ونوبات من السعال، وآلام الصدر، التي نمت بنسبة أعلى من المستوى الطبيعي في الهواء في أجهزة التكييف وخلف الجدران الرطبة، في الدور الأرضي بالمستشفى، وخاصة في 4 أقسام هي الأكثر تضرراً، ومنها قسما العلاج الطبيعي، والأعصاب، وشهدت إصابة مجموعة من العاملين في الدور الأرضي، وموظفي المستشفى، وعدد من المراجعين من مواطنين ومقيمين. وتجنباً لتعرض موظفي قسم العلاج الطبيعي بالمستشفى للإصابة، قام رئيس القسم بتوجيه تعميم إلى جميع موظفي القسم جاء فيه أنه "وفقا لإدارة مكافحة العدوى فإن القسم يتعرض حالياً إلى فطر "الرشاشيات"، واستناداً إلى المبادئ التوجيهية لمكافحة العدوى، ننصح الموظفين الذين يعانون من التهابات تنفسية بارتداء قناع الوجه نوع (إن95)، والذين يواجهون أي أعراض أخرى، مثل تهيج العين، عليهم ارتداء نظارات خاصة أو الذهاب لقسم الصحة والسلامة لمزيد من التحقق". وفي جولة قامت بها "الوطن" في أقسام المستشفى، أول من أمس، لوحظ ارتداء جميع موظفي المستشفى ل"كمامات واقية" جراء الظرف الراهن، خشية تعرضهم إلى أية إصابة أو عدوى من الفطريات المنتشرة في المكان. وأكدت إحدى موظفات المستشفى بعد تضررها صحياً – رفضت ذكر اسمها- أن عددا كبيرا من موظفي قسم العلاج الطبيعي كانوا قد تحدثوا مرارا وتكرارا مع رئيس القسم، مطالبين بإغلاق عاجل للقسم إلى حين علاج المشكلة، إلا أنه رفض الاقتراح، كما تقول، بالرغم من إيقاف تدريب طلاب وطالبات الجامعات في القسم خوفا على صحتهم، دون المبالاة بالعاملين أو الخوف على صحتهم، واصفة حال العاملين بقولها "كأننا لسنا بشرا مثلهم". وذكرت موظفة أخرى أنه تم توجيه العديد من الخطابات الصادرة من القسم الذي تعمل به، إلى لجنة مكافحة العدوى وصحة البيئة في المستشفى، للمطالبة بحل المشكلة، إلا أن اللجنة كان لها نفس الرد على جميع الخطابات، بعبارة: "راجعوا رئيس قسمكم"، بالرغم من تأكيدها لانتشار الفطريات الضارة في تقرير سابق صدر عنها. وبحسب عدد من العاملين في المستشفى فقد أثبت تقرير سابق للجنة مكافحة العدوى وصحة البيئة في المستشفى، انتشار فطريات "الأسبرجلس" والمكورات "العنقودية" الضارة في أجهزة التكييف، وخلف الجدران الرطبة، في قسم العلاج الطبيعي وغيره من الأقسام، محددة اللجنة في تقريرها 4 مواقع تعتبر هي الأكثر تضررا في الدور الأرضي للمستشفى، مؤكدةً أن الفطريات الضارة نمت في هواء المستشفى بنسبة أعلى من نسبتها ومستواها الطبيعي في الهواء، وذلك استناداً على نتيجة فحص عينات أخذت من المواقع المتضررة. "الوطن" اتصلت بأحد مسؤولي لجنة مكافحة العدوى وصحة البيئة في المستشفى، وأكد وجود تفشياً للفطريات التي تنتشر عبر الهواء بالرغم من محاولته المراوغة في الحديث، معلقاً بأنه "لا تأثير سلبي لتلك الفطريات على صحة الإنسان". كما اتصلت "الوطن" بالمشرف العام على مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور عبدالله الربيش، لكنه لم يرد على الاتصالات. من جانبه، أكد المشرف على العلاقات العامة والمتحدث الإعلامي للمستشفى الدكتور أحمد الكويتي، في حديثه ل"الوطن" أول من أمس، أن الموضوع تم علاجه وقد انتهى في حينه، دون أن يوضح الكيفية التي تم فيها علاج المشكلة، واكتفى بالقول إن المستشفى يشهد تردد المراجعين دون أية مشاكل تذكر, وفي تعليقه على الشكوى التي يعتزم مجموعة من موظفي المستشفى تقديمها إلى هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية، قال إن الرد سيكون في حينه على استفسارات حقوق الإنسان في حال صدورها.