وصل السعودي عبد الرحمن الباني، (70 عاما) برفقة 9 آخرين قدموا من الرياضوجدة والشرقية وعسير إلى أعلى قمة جبل في إفريقيا «قمة توبقال»، حيث تعتبر أعلى قمم جبال الأطلس في المغرب وشمال إفريقيا، إذ يصل ارتفاعها إلى 4167 مترا عن سطح البحر. الانطلاقة ذكر الباني والذي أصبح متمرسا لرياضة الهايكنج «المشي لمسافات طويلة» أن انطلاقتهم كانت صباح الجمعة 8 مارس 2019 من مدينة مراكش إلى وادي الحوز، حيث بدأوا المشي في مسار من الوادي صعودا إلى الجبال حتى وصلوا إلى قرية «إمليل» عند ال5 عصرا. رحلة المسير يقول الباني: «انطلقنا صباح السبت إلى قرية ارماد ثم شماروش ثم واصلنا المسير إلى أسفل جبل توبقال للمنتجع المعد لمتسلقي ومتزلجي الجبل، وبعد أن أدينا صلاة فجر يوم الأحد جماعة، لبسنا على الأحذية أشواك، وذلك لنتمكن من الثبات على الجليد، وانطلقنا قبل شروق الشمس وبما أننا بين جبال شاهقة تغطي الشروق كنا نمشي في غسق الدجى بمساعدة الكشافات التي نحملها فوق رؤوسنا، وبدأنا صعود الجبل عبر مسار جليدي، مضيفا: «كانت بداية خطواتنا شاقة جدا وفي صعود حاد مما يزيد من صعوبة نقل خطواتنا المتقاربة وبكل هدوء وبطء حتى تعودنا على استخدام الشوك على الجليد». الوصول للقمة أوضح الباني أنهم بعد صعود حاد جدا يواكبه اللهاث وصعوبة التنفس، وصلوا إلى القمة الساعة 1:30 ظهرا،قائلا: «مكثنا في القمة بين نشوة الفرح والزهو والانتصار وقهر الطبيعة الجليدية والتقاط الصور التذكارية قرابة الساعة». المؤن والمرافقون أبان الباني أنه خلال رحلتهم كان كل منهم يحمل في حقيبته زاده من المواد الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة مثل التمر والموز والبرتقال والمكسرات والفواكه المجففة والحلويات ذات السعرات الحرارية العالية، آخذين في الاعتبار التزود ببعض الملابس الإضافية التي قد تحتاج الى تبديلها في حالة البلل. وكان يرافقهم عمال لحمل الحقائب والمواد الغذائية وأدوات الطبخ على البغال وكذلك طباخين مهرة وسريعين في إعداد الوجبات والشاي الساخن والقهوة. العودة من القمة عن رحلة العودة، قال الباني: «انطلقنا في رحلة العودة من منحدر جليدي حاد، فالنزول أصعب على الفخذين والركب وأصابع القدم والأظافر، إلا أن الأكسجين يزيد كلما نزلنا فيقل اللهاث ومررنا بمنطقة خطيرة جدا لكون الشمس تذيب الجليد فيصبح سهل الانزلاق لمن لا يركز على خطواته ووضع الكعب وغرس شوك الكعب أولا قبل وضع المشط على الجليد، وقطعنا العودة في زمن قياسي مقارنة بالصعود، وسط درجة حرارة 6 تحت الصفر». رسالة موحدة طالب الباني من خلال«الوطن» باستنساخ التجربة في منطقة عسير والباحة والطائف، ووجه دعوة للشباب والمهتمين باكتشاف بلدهم والعيش بروح المغامرة لاكتشاف الأماكن والذات، والتي يتم من خلالها الإسهام في فك العزلة عن المناطق النائية، والمساهمة في تنميتها، وقدم نصيحة بزيارة المناطق النائية والوعرة، قائلا: «ستشعر بالسعادة عند تحقيق ذلك وتنتشي بالانتصار»، مؤكدا أن جمالية التجربة تدفع صاحبها إلى اقتسام الفكرة والتعريف بها.
جبل توبقال أعلى قمم سلسلة جبال الأطلس أعلى قمة في شمال إفريقيا ثاني أعلى قمة في إفريقيا بعد جبل كليمنجارو يقع الجبل بالمملكة المغربية على بعد 82 كم جنوب مدينة مراكش بجانب قرية تسمى إمليل