السلبية تقتل روح العمل، ليس فقط في نفس الشخص السلبي، بل حتى في نفس بعض الإيجابيين من زملائه ومن حوله، وتجعل كثيرين يعيشون خارج نطاق التغطية العملية والفاعلة. إلى ذلك الموظف السلبي المتباهي في سلبيته والمتهكم على زملائه بجديتهم وسخريته الدائمة من العمل الزائد الذي يمارسونه حسب نظرته، متسائلا -دائما- لماذا هذا العطاء اللا منتهي واللا محدود؟، أقول: لا تقتل روح العمل في نفوس زملائك، يكفي أن تقتلها في نفسك أنت. مما يقتل الإيجابية أن الموظف البسيط مهضوم الحق لا يمنح من حقوقه سوى راتب قليل بنظره ويكلف بأعمال ترهقه، بينما يترك غيره من زملائه الموظفين ذوي الدخول العالية يرتاحون. ومن المحبط أن الموظف الإيجابي قد يتساءل: لماذا هذه المبادرات المرهقة ماديا وجسديا، بينما لا يجد من التقدير شيئا؟ ويتساءل أيضا: لماذا كل هذا التدقيق بالعمل، فالأمر لا يتطلب كل هذا العناء؟، لماذا ترهق نفسك يا مسكين، فلا فائدة من ذلك!. ربما يعمل ببعض النصائح السلبية التي تقول: وقع صباحا بدفتر الحضور الصباحي ثم افعل ما تؤمر به فقط، ثم احتسِ قهوتك، وتسكع قليلا في ممرات الإدارة، وارجع إلى احتساء قهوتك مجددا.. هكذا تقضي يومك، «حرك مخك» وربما يلحقها بعبارة: «أيها الغبي». رغم كل تلك السلبية، إلى ذلك الموظف السلبي أقول: ألم تعلم أن نظرتك السلبية دفعتني إلى العطاء أكثر، ومنحتني القوة والدافع لأكمل وأواصل هدفي، ألهمتني فكرة من المستحيل أن أتساوى أنا وأنت.. أنت ما زلت في مكانك على ما عهدتك منذ سنوات.. وستبقى! شكرا أنا ممتنة لك، وضعتني على الطريق الصحيح الذي طالما كان حلما.