* يقف الموظف خلف النافذة أمام طابور الصابرين . يختلس النظرات ليرى أصناف الإفطار الشهي محمولة إلى الغرفة المجاورة . يستجمع دماثة الخلق ويبتسم للجميع : « عذرا يا إخوان السستم تعطل فجأة « . ولإقفال باب التساؤلات والتكهنات يضيف قائلا : « صدقوني السستم عطلان من المركز الرئيسي» . * موظف آخر لا يجيد سوى لغة « النظام لا يسمح « , ولا يعرف من مفردات العمل سوى « الأنظمة واللوائح والتعليمات « . عندما يحاصره مراجع صادق في إحدى زوايا المنطق ؛ يستنجد بقاموس البيروقراطية ويرمي بآخر سهامه قائلا : «يا أخي هذا هو النظام « . * وآخر يأتي إلى العمل وينسى الابتسامة والبشاشة في المنزل . مضرب عن الكلام المباح . يتعامل بالإشارة حتى العاشرة صباحا. زملاؤه يعرفون ذلك بحكم العشرة , أما المراجع فيتساءل : لماذا لا ينظر هذا الرجل إلى الناس ؟ لماذا لا يرد علينا ؟ ماذا فعلنا به ؟ ! * موظف آخر يجد في « الدوام « ضالته ؛ ويكره الغياب والتأخر . كيف لا وهو يقرأ الصحف المتنوعة ويحتسي القهوة ويشرب ثلاثة أنواع من الشاي ويتصفح المواقع الالكترونية ويعلق على الأخبار والمقالات ويتبادل الأحاديث والبلوتوث مع زملائه ويتسلى بالمكالمات الخاصة ؟! .. لايكدر أجواءه الصافية سوى دقائق «العمل» البسيطة أثناء فترة «الدوام» ! محمد منصور آل فاضل - نجران