أصدرت فرنسا مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة مسؤولين سوريين كبار في أجهزة الاستخبارات، للاشتباه بتورطهم في جرائم استهدفت بشكل خاص مواطنين فرنسيين من أصل سوري. وبناء على طلب النيابة العامة في باريس، أصدر قاضيا تحقيق مذكرات التوقيف هذه التي تضمنت تهم «التواطؤ في أعمال تعذيب» و«التواطؤ في عمليات اختفاء قسرية» و«التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، بحسب ما أوضح مصدر قضائي. والثلاثة المستهدفون بمذكرات التوقيف هم رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، واللواء جميل حسن، رئيس إدارة الاستخبارات الجوية السورية، واللواء عبدالسلام محمود المكلف بالتحقيق في إدارة الاستخبارات الجوية في سجن المزة العسكري في دمشق. وفي إطار هذا الملف كانت النيابة العامة في باريس فتحت تحقيقا أوليا عام 2015، بعد اعتقال الفرنسيين من أصل سوري الأب مازن دباغ وابنه باتريك، استنادا إلى المعلومات التي كشفها المعروف باسم «قيصر»، وهو مصور سابق كان يعمل لدى الشرطة العسكرية السورية وتمكن من الهرب من سورية مع 55 ألف صورة لأكثر من عشرة آلاف شخص قتلوا في السجون السورية تحت التعذيب. وفي أكتوبر 2016، تم فتح تحقيق قضائي ب«اختفاءات قسرية وأعمال تعذيب تشكل جرائم ضد الإنسانية»، وكلف بالتحقيق قضاة تحقيق من المتخصصين بالتقصي عن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بعد أيام على تقدم عبيدة دباغ بشكوى ضد مجهول، في إطار قضية شقيقه مازن وابن شقيقه باتريك. وشارك في تقديم الدعوى أيضا كل من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان.