أكدت جمعية حقوق الإنسان أن "قضية ضحية الأسيد" بصبيا وفاء اليمنية التي أحرقها زوجها بالأسيد بعد زواج استمر 25 عاما تحولت من قضية عنف أسري إلى قضية جنائية، وقال المشرف على جمعية حقوق الإنسان بجازان أحمد يحيى البهكلي إن الجمعية تلقت أمس شكوى من شقيق المصابة (مقيم بطريقة نظامية)، وتم فتح ملف للقضية، وبدأت الجمعية في العمل على القضية مع جميع الجهات الرسمية ذات العلاقة من الجهات الإدارية والأمنية والصحية، والتي تتعلق بها قضية المصابة. وأضاف البهكلي أن القضية بذلك اتخذت مجرى جنائيا يتابع من قبل جهات الاختصاص، مشيرا إلى أنه ستتم مخاطبة صحة جازان بشأن علاج المصابة وفاء، لكونها مقيمة بطريقة غير مشروعة، مؤكداً أن هناك تفاعلا من قبل الجهات الرسمية في جازان، سواء على مستوى محافظة صبيا أو منطقة جازان. وروت الضحية وفاء قصتها مع هذا الزوج قائلة "عندما تقدم إلى أسرتي كان يتمتع بالاستقامة والصلاح بشهادة الجيران، فوافق والدي على زواجي منه، فاقترنت به وعمري 15 عاما، وخلال الأشهر الأولى من الزواج كانت معاملته طيبة، ولكنه بعد فترة تغير، ولم يعد ذلك الشاب الملتزم، فانتكس واندمج في شلة من رفقاء السوء، ومن حينها وأنا أعيش معه صنوفا من العذاب والإهانة، ولكني كنت صابرة، وحملت منه مرتين، ولكني تعرضت للإسقاط فيهما، ثم حملت منه مرة ثالثة فرزقنا الله ولدا، فقلت لنفسي عسى أن يتحسن زوجي ويرفق بي في معاملته، ولكنه كان يزداد سوءا وشراسة، ثم مرت الأيام، ورزقنا الله بولدين تباعا فصار معنا ثلاثة أولاد، ولكن معاملة زوجي لي حتى مع وجود الأطفال الثلاثة لم تتغير أو تتحسن، بل ازدادت سوءا، وتمادى في إهانتي وإذلالي، ولم أر منه بعد ذلك يوما حسنا، بل كانت أياما مظلمة، وكان يتلفظ علي بألفاظ نابية، وينعتني بأوصاف خارجة، رغم أنني امرأة ملتزمة أخاف الله، وأحافظ على صلواتي"، مضيفة أن زوجها كان يعمل، ثم فصل من عمله، فضاعف ذلك من ألمها وعذابها. وتضيف وفاء "كنت في أوقات الشجار أهرب إلى منزل أهلي، فيأتي إلى بيتنا، ويضربني أمامهم، ويعيدني بالقوة إلى منزله، وكنت أتحمل جرعات الألم والقسوة كلما شاهدت أطفالي الثلاثة، فأنا لا أريد أن أخسرهم". وتابعت وفاء أن زوجها ضربها ذات مرة أثناء حملها، حيث رفسها بقوة في بطنها، وكان يريد منها أن تجهض الجنين الذي ما زال يتحرك في أحشائها. وتحدثت أم وفاء عن مأساة ابنتها وقالت "ابنتي ذهبت ضحية لإنسان لا يعرف الرحمة، كان يعذبها دوما، واستغل ضعفنا وسكوتنا، وكانت ابنتي تتجاوز عن كل سيئاته وسوء تصرفاته من أجل أطفالها الثلاثة، والآن تعيش ابنتي وضعا مؤلما وحالتها النفسية صعبة، فهي لا تستطيع أن تبصر أو تأكل بصورة طبيعية، وأملنا كبير في أهل الخير لعلاجها في أحد المراكز الطبية المتخصصة، لا سيما وأن فاتورة علاجها تفوق مقدرتنا المادية، حيث تقدر بأكثر من 200 ألف ريال، ونحن لا نملك هذا المبلغ الكبير، فظروفنا المادية صعبة". وأضافت والدة وفاء أن ابنتها تعاني من تشوهات ناتجة عن حرق في الوجه، مع تشوه في الجفنين والعينين، تسبب في إغلاقهما، وتشوه في الشفة العلوية، وحرق على الصدر مع تشوه في الثديين، مع التصاق الجلد بين الثديين، وحرق على العضد الأيمن.