تسببت الأوضاع التي تشهدها تونس في إلغاء جميع الحفلات الغنائية والبرامج الفنية والمسرحيات التي كانت ستعرض في البلاد. ويتوقع المراقبون أن يستمر إلغاء الأنشطة الفنية والحفلات إلى نهاية فصل الربيع مما يهدد بخسائر فادحة للمسارح ومنظمي الحفلات والمهرجانات، ولا يستبعد المراقبون أن تلقي هذه الأحداث بظلالها على مهرجانات الصيف التي تستقطب جماهير غفيرة من دول المغرب العربي. فمن المتوقع أن يتم اختصار فعالياتها إذا لم يتم إلغاؤها بالكامل. وبادر عدد من نجوم تونس إلى وقف أنشطتهم الفنية تعاطفا مع الضحايا الذين سقطوا في تونس، حيث اعتذر النجم التونسي صابر الرباعي عن الحضور إلى مصر من أجل تكريمه وإحيائه حفلاً غنائياً بعد وقوع الأزمة التونسية، لكن المطربة التونسية لطيفة خالفت مواطنيها في قرارهم وقف أنشطتهم الفنية، وأعلنت أن ألبومها الجديد الذي سيصدر باللهجة المصرية سوف تقوم بطرحه في الأسواق منتصف فبراير المقبل تزامنا مع مناسبة عيد الحب، مما سيعرضها لهجوم عنيف وانتقاد لاذع. ومقابل توقف الأنشطة الفنية تحظى تونس باهتمام صحفي وإعلامي كبير لاسيما من دول المغرب العربي حيث زارها أغلب رؤساء تحرير الصحف المغاربية للبحث عن فصول وأسرار "ثورة الياسمين". من جهة ثانية. تقدم مجموعة فاميليا التونسية للإنتاج المسرحي مسرحية "امنيزيا" أو سقوط ديكتاتور في إحدى ضواحي باريس، وهي مسرحية تحذيرية ختمتها بعد سنوات من المضايقات برفع شارة الانتصار. ويروي العمل المسرحي سقوط مسؤول سياسي في نظام استبدادي. يسمع الرجل خبر إقالته على التلفزيون. وانطلاقا من ذلك يعمل كاتبا المسرحية، فاضل الجعيبي وجليلة بكار، على "تفكيك آلية السلطة" وإظهار كيف يتعرض الظالم للظلم، حسب الجعيبي.