«بعد 3 سنوات على عقد القران، فجأة ودون مقدمات انفصلت ابنتي عن خطيبها، وتم ذلك برسالة عبر الواتساب لم تتجاوز الكلمتين نصها «ما فيه نصيب».. كانت الرسالة صاعقة، وحاولت جاهدة معرفة السبب، لكن جميع محاولاتي فشلت.. ابنتي تعاني الآن فقدان الذاكرة بسبب الصدمة النفسية.. أحيانا تنسى أسماء إخوتها، وباتت تنسى بعضا من التفاصيل الهامة بحياتها». بهذه الشكوى تصف أم أيمن حال ابنتها. صدمة نفسية تعلق أخصائية الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بالجوف الدكتورة أسماء حمدي على تلك الشكوى في حديثها ل»الوطن» بقولها «حالة الفتاة بالغة الخطورة، وقد تتطور إلى احتمال يزيد على المعدل الطبيعي للانتحار في حال أهملت ولم يتم علاجها، فالصدمة النفسية التي تعرضت لها شكلت لديها اضطرابات انشقاقية، ظهرت على هيئة فقدان ذاكرة انفصالي بحيث فقدت التواصل عقليا فيما بين الذكريات والأفكار والأحوال المحيطة». وتابعت «تلك الحالة يمكننا تعريفها بفقدان الذاكرة الانفصالي، وهو أحد الاضطرابات الانفصالية المتعددة التي تفصل المصاب عن بعض جوانب نفسه، بعد التعرض لصدمة نفسية كبيرة». إدراك فيما يتعلق بالإدراك، قالت حمدي، المصاب بفقدان الذاكرة الانفصالي قد يكون غير مدرك لفقدانها، وفي بعض الأحيان يكون مدركا. وعن الاضطرابات الانفصالية، أوضحت هي مجموعة من الأمراض العقلية تشتمل على اختلال في الذاكرة والوعي والهوية والإدراك، وحينها تظهر الأعراض التي تؤثر على قيام الإنسان بوظائفه اليومية، ومنها العمل والوظائف الاجتماعية والعلاقات بين المريض ومن حوله. فروق عن الفرق بين فقدان الذاكرة الانفصالي والنسيان، بينت حمدي أن درجة النسيان أو فقدان الذاكرة في هذا الاضطراب تكون أشد مما يحدث في النسيان الطبيعي الذي نتعرض له جميعا. وتابعت يتميز هذا الاضطراب بوجود «فجوات» في الذاكرة لمدة طويلة من الوقت ترتبط بذكريات الأحداث الأليمة. واستطردت، أن فقدان الذاكرة الانفصالي ليس مجرد فقدان للمعلومات كما يحدث في النسيان البسيط الذي قد ينتج عن مرض أو إصابة للمخ، وفي حالة فقدان الذاكرة الانفصالي تكون الذكريات موجودة ولكنها مدفونة على عمق شاسع في عقل المريض بحيث لا يستطيع استرجاعها، ومع ذلك فقد تظهر تلك الذكريات مرة أخرى من تلقاء نفسها أو بعد أن تستحثها مثيرات بعينها موجودة في البيئة المحيطة به. ضغوط ذكرت حمدي أن فقدان الذاكرة الانفصالي يرتبط بالضغوط النفسية الشديدة الناتجة عن الحروب والإساءات بأنواعها (الجسدية والنفسية والجنسية على سبيل المثال)، أو الكوارث التي يتعرض لها الإنسان بشكل مباشر أو يكون شاهدا عليها، وقد يكون هناك أيضا ارتباط جيني بين حدوث الاضطرابات الانفصالية وفقدان الذاكرة الانفصالي لأن المصابين بهذا الاضطراب أحيانا ما يكون لهم أقرباء أو أفراد من العائلة يعانون من نفس المشكلة. وبينت حمدي أن النساء الأكثر عرضة لهذا الاضطراب، وهو يشيع أثناء الحروب والكوارث الطبيعية. التشخيص نوهت حمدي إلى ضرورة خضوع المريض للفحص الطبي الشامل ابتداء من الفحص الجسماني مرورا بالتحاليل المختبرية والتصوير المقطعي للمخ وغيرها، وعلّلت، يفترض إخضاع المريض لكل تلك الفحوص لاستبعاد أن تكون الأعراض قد حدثت بسبب مرض عضوي ما، وفي حال خلو المريض من الأسباب العضوية يقوم الطبيب النفسي المختص بمساعدة الأخصائي النفسي بفحص المريض وتطبيق بعض الاختبارات النفسية حتى يتم الوصول للتشخيص.
العلاج عن علاج هذا الاضطراب أوضحت، أهم ملمح في علاج هذا الاضطراب هو العلاج بالجلسات النفسية بأنواعها مثل: (العلاج المعرفي والعلاج الأسري والعلاجات الإبداعية باستخدام الفن أو الموسيقى). وتابعت «أيا كانت الوسيلة العلاجية، فإن غاية العلاج هي القضاء على الأعراض والتحكم في أي مشكلات سلوكية عبر مساعدة المريض على التعبير عن نفسه وذكرياته الأليمة بأمان وتدريبه على طرق مختلفة تمكنه من التكيف مع الضغوط». فقدان الذاكرة الانفصالي مجموعة من الأمراض العقلية تشتمل على اختلال في الذاكرة ناجم عن صدمة نفسية قاسية المصاب قد يكون غير مدرك لفقدانها.
يؤججه وجود «فجوات» في الذاكرة لمدة طويلة قد يكون هناك أيضا ارتباط جيني بين حدوث الاضطرابات الانفصالية. يؤثر على قيام المريض بوظائفه اليومية. يختلف عن النسيان الطبيعي.