اتهم أستاذ اللغة العربية بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر الشهري الروايات السعودية النسائية بتبني "قضايا خاصة شاذة وسلوكيات اجتماعية منحرفة تعتبر من محرمات المجتمع المسكوت عنها، متجاهلة القيمة الفنية الأدبية للرواية، ومبتعدة عن إجابة على سؤال أو حل مشكلة، في محاولة لبلوغ الشهرة بأي شكل من الأشكال جاءت على حساب ذائقة القراء بالتقاط الأحداث الشاذة وتعميمها على أنها ظواهر في المجتمع". وقال الشهري خلال محاضرة أول من أمس بكلية التربية بعنوان "قراءة نقدية في تحولات الرواية السعودية" "إن هذه الروايات خرجت إلى حد بعيد عن إطار الخط المباشر والمستقيم والمنطق، داخلة في إطار الحياة السرية واللامعقولة أحيانا في عالم تهريجي لا يخضع للمنطق والمعقول". مشيراً إلى أن الروائيين والروائيات وظفوا كثيراً من الأغاني الشبابية والفيديو كليب، ورسائل الجوال، ولوحات السيارات، وبرامج القنوات الفضائية، والكتابة على الجدران والجسور، لإعطاء صورة أكثر جرأة عن المجتمع من خلال طرح وتسويق الظواهر الاجتماعية المرفوضة. وأضاف أنه يؤخذ على الرواية السعودية الحالية إغراقها كثيراً في قضايا الجنس وبناء الأحداث على ذلك، بهدف استجلاب أكبر عدد ممكن من القراء وبخاصة شريحة الشباب المراهق، وإثارة الضجة حولها من باب "خالف تُعرف"، لا من باب العمق الفني في البناء الروائي، ظناً من أصحاب تلك الروايات أن الشهرة مرهونة بإغفال المثاليات والتقاط أحداث شاذة وتعميمها على أنها ظواهر في المجتمع، فهذه القضايا تهدم الفن أكثر مما تبني على حد تعبيره. وقال: "إن تسويق هذا النموذج الهابط المثير هل كان لتغيير الصورة المحافظة في المجتمع السعودي، وهل هو محاولة لجعله الأدب الجديد الذي يمثل المملكة، أم أنه هجمة على الأخلاق لترسيخ مثل هذه الانحرافات في وعي الجيل القادم؟!". ووصف تلك الروايات بقوله: "إنها روايات الفضيحة والعري والصدمة في الحرية والجنس والفكر الغيبي، وكسر المحرمات التاريخية، والاستهتار بمشاعر الشريحة الأكبر من أبناء المجتمع".