للشهر الفضيل في دول الخليج العربية نكهة مميزة تتمثل في مراسم استقباله ووداعه وأكلاته المتنوعة، فضلا عن لياليه الروحية، وما يرافقها من نشاط ديني مكثف على الصعيدين الرسمي والشعبي. ولشهر رمضان في الإمارات العربية المتحدة طبيعة خاصة، فالليالي تضج بالحياة من خلال المجالس الشعبية التي يحضرها الإماراتيون، ويعقدها كبار المسؤولين، وبينهم الحكام، وخلال هذه المجالس تطرح مشكلة معينة يسعى الجميع إلى حلها في تقليد متوارث منذ مئات السنين. جمعيات خيرية المجالس لا تقتصر على المدن فحسب، بل تمتد إلى مختلف المناطق، حيث الخيم الرمضانية المنصوبة والمخصصة للزوار وعابري السبيل، وإلقاء الشعر والقصائد، وتلاوة القرآن. وإضافة للمجالس الشعبية هناك الجمعيات الخيرية التي تنشط في الشهر الفضيل، وتبذل جهودا مضاعفة لجمع التبرعات، وتسلم أموال الزكاة من المسلمين لتوزيعها على المحتاجين. عادات وتقاليد رغم تغير الظروف المعيشية للناس فإن رمضان في الإمارات هو نفسه على مر الأزمان، العادات والتقاليد لم يطرأ عليها أي تغيير، بل تجملت وتعمقت في أوصال المجتمع المحلي، فقبيل قدوم رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، إذ تمتلئ الأسواق والمحلات التجارية بشتى أنواع السلع والمواد الغذائية الخاصة بالاستهلاك اليومي الرمضاني، كما ينشط سوق الماشية والأسماك المتنوعة والمتوافرة في إمارات الخير. الأكلات الشعبية خلال شهر رمضان تكاد المنازل والمطاعم لا تخلو من الأكلات الشعبية كالمجبوس والثريد والبرياني واللقيمات، إضافة إلى الهريس الذي يعد المفضل على مائدة الإفطار في الإمارات. وتعد زيارة الأهل والأقارب بعد صلاة التراويح من أبرز ما يشتهر به الإماراتيون في رمضان، إضافة إلى التسوق وشراء مستلزمات الأسرة واحتياجات عيد الفطر، إذ تتنافس المحلات التجارية وتقيم مهرجانات التسوق والحملات التشجيعية. وبعد الإفطار تعج المقاهي بمئات الساهرين، إذ تتفنن في اجتذاب الزبائن من خلال وضع شاشات كبيرة تسمح بمشاهدة برامج الفضائيات المتنوعة.